لا أحد من البشر يولد بخارطة طريق ترسم له ملامح الحياة الناجحة، ولا بيده بوصلة ترشده إلى الوجهة الصحيحة للكسب والفوز بأهدافه في عالم يعج باللاهثين في ذات الإتجاه.
لكن الخالق العظيم وهب الإنسان عقلاً يفكر به ومنحه القدرة وأعطاه مقومات العيش والتعايش والتكيف مع منعطفات الأيام وصدمات القدر ..ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،
لقد قرأت قصص الكثير ممن يشار إليهم بالبنان في الماضي وحاضرنا اليوم ولا يختلف إثنان على انهم تسنموا قمم النجاح والتميز في مجالات مختلفة ،
وحين تقلب صفحات حياتهم وتقرأ سيرهم تدهشك البدايات وتتعجب من النهايات ..
وتبصم بالعشرة أن في كل شخصية منهم جزء من المعجزة ..
وبالنظر والتتبع والإستقصاء رأيت أن أشياء تكررت ونقاط تشابهت وقواسم مشتركة أشبة بفصيلة دم موحدة تنبض في عروقهم .. ولاتكاد تخلو سيرة ناجح من هذه النقاط
أولاً : وضوح الرؤية والهدف فمن كان يضرب خبط عشواء ولا يعرف الوجهة الصحيحة ويعيش حالة من إضطراب الرؤية وتقلب الخيارات فدون أهدافه في الحياة خرط القتاد ومشيب الغراب ..
{أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22)تبارك
يقول مارك كين :
في الحياة نوعان من الناس: من يسيرون فحسب، ومن يسيرون وهم يعرفون وجهتهم. وهما كما نرى متشابهان في الظاهر ولكنهما مختلفان في حقيقة الأمر. وما يميز الإنسان الناجح عن منافسيه هو أنه يعرف الغاية المتجه إليها.
ثانياً : الصبر ..فمن وهبه الله الصبر والتصبر والمصابرة يوشك أن يبلغ الهدف ويصل إلى مبتغاه قبل غيره ..ولطالما توقف الكثير على مقربة من النهاية السعيدة التي لا تفصلهم عنها سوى خطوات قليلة لو وجدوا محطة للتزود بالصبر ، إن سياسة النفس الطويل مع الأهداف واحدة من انجع الأدوية ضد الفشل والهزيمة النفسية والشواهد في قصص اللامعين لاتكاد تحصى .." جاك ما " الفتى الصيني عندما بلغ سن الـ 12 من عمره بدأ يهتم باللغة الانجليزية فتعلمها بنفسه، وكان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يوميا وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانغتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كمرشد سياحي مجاني وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية حتى فتحت له الطريق للسفر إلى أمريكا ليبدأ قصته مع الأنترنت وتصميم المواقع الإلكترونية التي جعلت منه شخصاً آخر ينقش أسمه في قوائم أثرياء العالم المعاصر بثروة تجاوزت 21 ملياراً وفقاً لمؤشر بلومبرغ ،
ثالثاً: " الديمومة " والأستمرارية ..دون توقف وإن تثاقلت الخطوات ووجدت معوقات المسير ..فالطريق لأي نجاح لا تفرش بالورود أو السجاد الأحمر بل يغلب عليها طابع التعب والسهر والسقوط والنهوض والسرعة والتباطؤ ..وهكذا دواليك حتى الوصول إلى الغاية المنشودة ، لقد أخفق توماس أديسون مئات المرات بل آلاف حتى أستطاع في نهاية المطاف أن يضيء العالم بأسره وما كان ذلك ليكون لولا الله ثم الإستمرار في إعادة المحاولة تلوا الأخرى دون كلل .
ورابعاً : القرب من الله والإستعانه به ..وهذا عندنا معشر المسلمين لابد أن يأتي أولاً وقبل ماسبق ..
لكنني وجدته حتى عند غير المسلمين من البارزين والجادين وعمالقة النجاح ..لديهم شيء من الروحانية واللجوء إلى الله والإستعانه به بطريقتهم الخاصة ووفق معتقداتهم ومبادئهم ..مايعني أنها بلاشك الأرضية الصلبة التي تبنى عليها بقية قواعد النجاح الأخرى ..
ولا يقتصر النجاح على النقاط المحورية آنفة الذكر ..فهناك محاور أخرى لا تقل أهمية عنها وهي تشكل في مجملها نسيج واحداً إسمه النجاح ..
هذه السطور والنقاط هي وصفة أضعها للجادين فقط والحالمين بغدٍ أفضل وعشاق التفرد والتميز لتكون نقطة ضوءٍ على الطريق .
رشيد محمد آل جلي
مدرب تنمية بشرية
خميس مشيط
2 comments
2 pings
سليمان الطحيني
18/03/2019 at 1:08 م[3] Link to this comment
كلمات رائعة موجهه محفزة شكرا للاستاذ رشيد
القنوي للعسل
19/03/2019 at 12:24 ص[3] Link to this comment
مبدع كتبت وتكلمت فأجد وأفد بارك الله جهدك ونفع بعلمك