اتبعت الجمهورية الإيرانية أسلوبا بدى , راسخا في نهجها وتعاملاتها السياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي ,منذ أربعة عقود, الا وهو اللعب على التناقضات . ؟
فمنذ ( أزمة الرهائن الأمريكيين ) في نوفمبر 1979 بعد هجوم الطلبة الثوريون على السفارة الأمريكية في طهران , واحتجازهم 52 دبلوماسيا ومدنيا لمدة 444 يوم , بدعم وتايد المرشد الأعلى الخميني و بحجة المطالبة بتسليم الشاه إلى إيران, فقد زعم الإيرانيون أنهم حققوا نجاحا سياسيا في إدارة ألازمه آنذاك, وذلك بعد توقيع اتفاقية الجزائرفي يناير 1981 , وبدقائق قليلة من أداء الرئيس رونالد ريغان اليمين لرئاسة الولايات المتحدة وهزيمة كارتر في الانتخابات الرئاسية آنذاك , مما فسرة بعض المحللين السياسيين , أن الأزمة كانت سببا في هزيمة الرئيس جيمي كارتر ومعززه في نفس الوقت موقف الخميني .
من هنا , انطلق الإيرانيون في سياسة المحاور وتصدير الأزمات واستغلال الأحداث السياسة واللعب على كسب الوقت في أي مفاوضات يقومون بها , وذلك لاشغال الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي والحصول على مكاسب يعتقدون أنهم ينجحون بها وهدفها استمرارية زخم ثورتهم المزعومة وضمان بقائهم في السلطة ....
وبالإشارة إلى , حادثة الهجوم على السفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمشهد في 2 يناير 2016 , فقد استمرت إيران في إتباع سياسة التسويف والمماطلة ........ ومنها ما ورد في الإعلام موخرا عن تراجع المتهم بتدبير الهجوم ( حسن كرديميهن ) عن اعترافاته السابقة وانكارة الضلوع في التحريض وتدبير العملية , الجدير بالذكر, ان (كرد ميهن ) هو احد رجالات الدين (رئيس ميليشيات أنصار حزب الله ) جنوب العاصمة طهران والذين يقودون جماعات ضغط داعمة لسياسات المرشد الأعلى خامنئي ..
نستطيع القول , ان الآلية والأسلوب في تلك الأزمات المفتعلة في الحقيقة , ما هو إلا , تبادل وتوزيع الادوار , بين رئاسة الحكومة ,الحرس الثوري, قوات الباسيج والاستخبارات , ومرجعهم النهائي هو مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي .
يظهر ذلك جليا وواضحا , تارة في الأحكام القضائية المتناقضة بحق المتهمين , سواء بالقبض على مجموعات واطلاق سراحهم تدريجا بسبب عدم كافية وقوة الأدلة المتعمد إضعافها ...
وتارة أخرى , في تصريحات الحكومة وممثليها ومنهم وزير الخارجية الإيراني والذي ذكر في احد تصريحاته الشهيرة, بعد ازمة الهجوم على السفارة ألسعوديه وقنصليتها بمشهد , ( ان المهاجمين يتصفون بالغباء والخیانة والحماقة التاريخية ) وان ذلك يكشف عن سوء الإدارة في إيران...
وهذا ما يتناقض مع , مايتناقلة الإعلام الإيراني المقرب من المرشد الأعلى من تبرير ودعم ظاهر لمن قام بذلك الهجوم ..
وأخيرا نستطيع القول , ان ذلك يمثل سياسة النظام الإيراني ونهجه الذي دأب عليه , مدى 39 عامًا , بعيد , كل البعد ,عن الادارة السياسية الحكيمة , ومتجاهلة اتخاذ اجراءات تضمن للدول كافة حقوقها الدبلوماسية وفقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وأحكام القانون الدولي ,
وما هي الا سياسة اللعب على التناقضات .........
@moh_alharbi