من اهم اركان الرواية هو البطل أو البطلة و المجرم أو الشخصية الشريرة
عندما نتحدث عن البطل فنحن نتحدث عم محور الرواية التي تدور الاحداث و القطب التي تؤول اليه بالنهاية . البطل او البطلة يشكلان الدافع الأساسي لقراءة احداث الرواية. البطل هو الذي يروي بلسانه احداث الرواية لكي يستمتع بها القارئ. البطل يصف الاحداث و يصف لك المشاعر و الأماكن. و اذا كتبت الرواية بلسان المتحدث، يتحول القارئ الى جزء منها بل في كثير من الأحيان، تكتب الرواية القارئ تماما و هذا ما يجعلها ناجحة جدا.
روايات كثيرة كان اسم البطل، عنوانها مثل روايات الاديب الإنجليزي وليام شكسبير أمثال ، هاملت مكبث، روميو و جولييت و كذلك رواية الاديب الروسي ليو تلستوي في خالدته" آنا كارينا". والامثلة كثيرة. القراء يبحثون عن الكاتب الذي يجدون فيه انفسهم, لذا توسم الصدق و الأمانة في كتابة ووصف البطل. لدينا نحن الكتاب العرب مشكلة كبيرة في وصف البطل فنضع صفات غير منطقية له ، بوصفه كامل، ملائكي لا تشوبه شائبة. ذكي وقوي وشجاع خال من العيوب بطل خارق على الأرض ان جاز التعبير.
لا أحد يحب الشخصية الكاملة والممتازة الخالية من العيوب. ضع في بطل قصتك عقدة او مرض او ذكرى سيئة دع القارئ يتفاعل معه يحس بإنسانيته. قرأت رواية رائعة بكل صدق كانت لتصبح مؤهلة للبوكر لكن بسبب أن المؤلف جعل البطل سوبرمان هنا دمر كل امل لها بالنجاح.
مثال على عيوب الابطال فشارلوك هولمز مدمن و مونك مصاب بالوسواس القهري منها قررت أن لا بد ان اضع عقده في المحقق ماجد بطل رواياتي فوصفته انه مصاب بفوبيا الدماء.
مع ذلك هناك اصرار على مثالية البطل مثل سلسلة رجل المستحيل او 007 جميس بوند الذي نعلم في النهاية انه ينتصر
في المقابل هناك اهمال كبير لشخصية المجرم فيوصف بالغباء والجبن وكأن المسألة كلها حظ مصفى. أهمية المجرم لا تقل أهمية عن شخصية البطل فهو الند المقابل له. الي يتبارز معه في كل صفحات الرواية.
هذه النظرة الخاطئة انتقلت إلى الافلام والمسلسلات فقلما نجد شخصية شريرة مميزة مثل الأستاذ محمود المليجي في الافلام المصرية أو الفنان خالد العبيد في المسلسلات الكويتية . لكن تظل شخصية المجرم مهمة وهو في النهاية بشر لابد من سبب رئيس سبب تحوله من الخير إلى الشر. صدمة نفسية او ان يقتل أحد احباؤه او يعذب. لعل الشرير هذا ضحية مجتمع أو عنف اسري. حتى يتعاطف معه القارئ ولو بالشيء اليسير. المجرم انسان في نهاية الامر لكنه ظل الطريق اصبح أداة من أدوات الشيطان. كشخصية "الاخطبوط "في رواية " لغز الاصهب " كان ناقم على المجتمع و كذلك "مدير المركز" في رواية "الناقوس" كخوفه على منصبه.
الكثيرين شاهدوا مسلسل "التحول للشر" "breaking bad" وكيف تحول أستاذ الكيمياء المحترم الى تاجر مخدرات خطير تحت عذر توفير المال لأهله و فلم "الوجه ذو الندبة" لآل باتشينو تاجر المخدرات الشرس الذي واجه المافيا كلها لأنه رفض قتل طفل.
ضع القراء في زوبعة تساؤل : هل هذا مجرم فعلا؟ هل لدى المجرمين مبادئ؟ هل البطل سينتصر خلال التحدي ام يهزم و يظهر بطل اخر.