تسعى المملكة العربية السعودية إلى التنوع في علاقاتها وشراكاتها العالمية بما يعزز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والبيئية والمعلوماتية ضد كل أنواع التهديدات الخارجية إقليمية أو عالمية وحتى الوصول إلى الأهداف الإستراتيجية المخطط لها ومن ضمنها رؤية السعودية 2030 ......
شكلت زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى كلا من باكستان والهند والصين أهمية بالغة لتجسيد مفهوم التوازن الاستراتيجي , كيف لا والمملكة تمثل احد أهم مراكز الثقل السياسي والاقتصادي والديني على خارطة العالم. حيث تحتل المرتبة الثالثة بين دول مجموعة العشرين (G20) من حيث الاحتياطات الأجنبية , ب 507.2 مليار دولار ( 1.9 ترايون ريال ) بعد كل من الصين واليابان وبما نسبته 6.4 في المائة من الاحتياطات الإجمالية لدول المجموعة .
لقد اخذت المملكة العربية السعودية بعين الاعتبار, معاير التوازن الاستراتيجي بعناصره الست (6) : 1- الجيوبوليتيكي (المساحة تهيئ القوة والقوة تصون وتحافظ على المساحة ) 2- القوة الاقتصادية 3- القوة العسكرية 4- الإدارة السياسية 5- توازن المكانة 6- توازن القوى (توازن السياسات الفاعلة في النسق الإقليمي والنسق الدولي),
وتكمن أهمية زيارة ولي العهد والتي بدأها بباكستان ( تحالف التاريخ والمستقبل ) التي تملك قدرات عسكرية تؤهلها لان تلعب دورا موازنا في الصراع الإقليمي , وتكون رادعا للنوايا الإيرانية التوسعية , وهي عمق استراتيجي للمملكة حيث الموقع الجغرافي المجاور لمنطقة الخليج العربي والمطل على المحيط الهندي على طول بحر العرب وخليج عمان , الأمر الذي نتج عنه الاستثمار في ميناء (قوادر) الاستراتيجي لنقل البترول ومشتقاته إلى دول أسيا وأهمها الصين , وقد وقع البلدان اتفاقات ب- 20مليار دولار لتعزيز الاستثمار بينهما .
وتبعها المحطة الثانية إلى الهند التي تأتي في المرتبة السادسة في اقتصاديات مجموعة العشرين G20)) بناتج محلي 2.6 تريليون دولار , وتربطها علاقات تاريخية واقتصادية قوية مع المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الرابع للهند والتي تستورد نحو 20 في المائة من حاجتها النفطية من المملكة , وينظر المكون الثقافي الهندي إلى السعودية كوجهه لمسلمي الهند البالغ عددهم 172 مليون نسمة ويشكلون نحو 14% من معدل السكان, وهي ثاني اكبر تجمع لمسلمي العالم بعد اندنوسيا, و تم خلال الزيارة توقيع عددا من الاتفاقيات بين البلدين الصديقين شملت الطاقة والسياحة والاسكان والتجاره
,,, ورأى ولي العهد السعودي أن هناك فرصا استثمارية في الهند بأكثر من 100 مليار دولار خلال العامين المقبلين .
اما المحطة الختامية فكانت الصين ثاني اكبر اقتصادات مجموعة العشرين (G20) وناتجها المحلي 12.6تريليون دولار ما يعادل 4.1 في المائة من إجمالي اقتصاد المجموعة .تتسم العلاقات السعودية -الصينية بالشراكة الإستراتيجية الشاملة , حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين في 2018,,63.3 مليار دولار .... استوردت خلالها الصين منتجات سعودية، بقيمة 48.594 مليار دولار.وبلغ حجم الصادرات الصينية إلى السعودية ,, 17.44 مليار دولار. اما قيمة ما استوردته الصين من النفط بلغ 29.6 مليار دولار وهي المستورد رقم 1 بالنسبة للنفط السعودي حاليا، ، ويمثل طريق الحرير انفتاحا كبيرا على العالم والشرق الأوسط ومشكلا فرصا استثمارية واعدة وموائمة بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة طريق الحرير(الحزام والطريق ) .
انه الفكر الاستراتيجي المتقدم لولي عهد المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن والاستقرار للوطن وبناء دولة حديثة تعمل على تنمية مواردها وتحقيق الأمن والرخاء لأبنائها.. وتسعى إلى صناعة المستقبل الواعد بحول الله تعالى .