اسمحوا لي أن أختلف مع كثيرين ممن يدعون إلى ضرورة وضع خطة في بداية العام الجديد .. !!
لا نحتاج حقيقة في حياتنا للتفكير في خطط جديدة، بقدر ما نحتاج أولا إلى بناء منهجية تفكير مختلفة!
وعلى رغم تعدد المنهجيات الملائمة لما نسعى له، إلا أنه وبحكم المهنة والتخصص و(أكل العيش) أجد نفسي بشكل تلقائي منجذبا نحو منهجية (التحسين المستمر) التي طورها رائد علم الجودة المعروف إدوارد ديمنج، ويشار لها باسم PDCA Cycle
حقيقة أجدها منهجية تفكير جديرة بالإحترام والتطبيق على المستوى الفردي والجماعي والنظمي.
هل تعلمون أن هذه المنهجية على رغم بساطتها فإنها تحكم الهيكلة والإطار العام لجميع المواصفات القياسية الدولية لأنظمة الإدارة الصادرة عن هيئة المواصفات الدولية (ISO)،
وهي تحكم كذلك الفلسفة اليابانية في إدارة التغيير منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى هذه اللحظة!
تعتمد منهجية التحسين المستمر على أربعة مراحل متتالية متوالية متداخلة ومستمرة لا تنتهي .. هذه المراحل هي: خطط - نفذ - قيم - حسن أو Plan Do Check Act
تدعوك هذه المنهجية ألا تتوقف كثيرا عند التخطيط والتصميم المبدئي لعمليات حياتك أو لمنظمتك (التخطيط)، واذهب سريعاً إلى التنفيذ (التنفيذ)، ثم لا تلبث أن تقوم بقياس وتحليل وتقييم ما قمت بتنفيذه بالمطابقة لما قمت بتخطيطه (القياس والتقييم)، وحين تحدد فجواتك جيداً وأسبابها الفعلية لا تتوقف واتخذ الإجراءات التصحيحية الملائمة (التحسين).
مما سيدعوك لاحقا لتطوير ما خططت سلفاً (التخطيط)، ثم تذهب مرة أخرى للتنفيذ (التنفيذ) وهكذا ببساطة تضمن التحسين المستمر الذي لا يتوقف، فتجد يومك أفضل من أمسك، وغدك أفضل من يومك!
يحلو لكثير من المتخصصين في علوم الجودة أن يطلقوا على تلك المنهجية مصطلح (دائرة التعلم الذاتي) وهم صادقون في ذلك حيث تجعل هذه المنهجية المنظمات تتعلم ذاتيا من أخطائها فتقر بها وتحدد أسبابها وتتعامل معها في إطار التحسين المستمر!