أيها الشباب المستهترون بالسيارات
العازفون على أوتار اللامسؤولية في الطرقات
هل تستشعرون؟
حجم ألمي ، وأنين قلبي ، وعِظَم فقدي ، وكٍبَر جرحي
هل تستشعرون؟
فظاعة اعتدائكم على شخص يسير على الأقدام لشأنه، بعيدا عن مساركم، ولكنّ استهتاركم حوّل إليه إتجاهكم ، تغيّرت للأبد حياتنا بأفعالكم
هل تستشعرون؟
أنّكم ترككم ضحيتكم بين الرمال والدماء غارقة، صوتها الأنين ونبضها الجروح الغائرة، يحيطها الظلام وقليل من الرفاق الكرام ، تشخص أبصارهم يملؤهم الحزن بعد أن كانت تعلو محياهم الضحكة، تتعثر خطواتهم تتشتت أفكارهم من هول الصدمة ، كيف لا.. وفقيدي اختفى عن أنظارهم لوهلة، لا بل للأبد غادر تلك الصحبة.
هل تستشعرون؟
أنكم تركتم لي الذكريات تُؤلم قلبي، والحنين يخدش جَلَدي وصبري، والشوق لمن كان بِبِره يُؤنس وقتي .
هل تستشعرون؟
أنكم أطفأتم مصابيح بشاشته وابتسامته التي كانت تنعكس سرورا على وجهي، غيّبتم صدى صوته : أبشري ، سمِّ ، بل اختفى عن مسمعي صوته وهو ينادي " أمي"
هل تستشعرون؟
أنكم اختطفتم أحلاما بنيناها ، وآمالا عليه علقناها، وأهدافا في مذكراته رسمها وفي سلوكه كان قد أحياها
هل تستشعرون؟
أنكم بقيمة المواطنة أخللتم، فلا نظام مرور احترمتم، ولا بقواعد طريق التزمتم، ولا بعقوبات معلنة ارتدعتم
هل تستشعرون؟
أنّ لكم في الوطن تقدير واهتمام فبكم أحلامه عظيمة ، والآمال عليكم معلّقة اليوم وغدا وفي المستقبل رُسِم لكم وبكم قمة وقيمة، إن ما تفعلون يخدش صورة الوطن الجميلة
إن كنتم لا تستشعرون كل ذلك ، فليتكم تستشعرون قلوب أمهاتكم، فهي بأفعالكم مثلي ثكلى
ويبقى نهاية الكلام ، أن قدر الله نافذ لا محالة، مؤمنون بتدبيره، وواثقون بعدله، ومستيقنون أن قدر الموت إن حدث لا يمكن تغييره ، لكن يمكن تغيير سلوك من كان سببا لذلك ، يمكن تغيير سلوك المستهترين بالطرقات قبل أن يكون هناك ضحايا آخرين تبقى ذكرياتهم حارقة لقلوب الامهات
ليلى الصيفي
والدة #عمرإبراهيمالصاعدي ضحية أحد المستهترين
7 comments
7 pings
Skip to comment form ↓
مريم سعدالدين
26/12/2018 at 12:18 ص[3] Link to this comment
لابد ان تكون هناك عقوبات صارمة للمستهترين بارواح البشر لاولياء الامور الذين يسلمون ابنائهم سيارات الموت وهم غير واعين لمي يتسبب به ابنائهم من طيش وعدم مبالاة بارواح البشر فلابد ان تفرض اولا عقوبة علي الاباء اذا كان السائق غير مكلف وصغير في السن.
ثم يعاب المذنب بما فعل ليكون عبر لغيرة من المستهترين
حنان القربان
26/12/2018 at 7:30 ص[3] Link to this comment
أسأل الله أن يربط على قلبك وأن يكون شفيعا لدخول الجنة قد سبقك فاصبري واحتسبي فما هي إلا أيام معدودات لهذه الدنيا الفانية التي نعيشها وستجتمعين به بدار الخلود
صوت الذكريات
26/12/2018 at 10:43 ص[3] Link to this comment
كلماتك كسهام دخلت قلبي والمته واوجعته الله يصبرك وان شاء الله تجتمعين معه في جنة الخلد قولي الحمدلله على قضاء الله وقدره الله لطيفاً به فهو بجوار ربه الله يرحمه
آمنه
26/12/2018 at 12:54 م[3] Link to this comment
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهمك صبر غيابه…
ويجزي حق الجزاء في المتسببين
سوزي
26/12/2018 at 2:44 م[3] Link to this comment
الله يربط على قلبك كلماتك تحتاج اذان صاغية وقلوب واعية
أبو محمد
26/12/2018 at 10:40 م[3] Link to this comment
لفت انتباهي
المقال بقلم مريم سعد الدين
ومذيل بإسم ليلى الصيفي
من منهما كاتب المقال
ارتواء الشجر
10/01/2019 at 2:29 ص[3] Link to this comment
حروف ثكلى و كلمات فقد ليتها تجبر انكسار قلب الا ليتها تروي مرارة حدث لتعتبر منها الالباب وددت لو اروي فؤادكم سقيا شفاء الا اني ادرك ان الجبار قد كسا نفسك اطمئنان و بفؤادك ايمان فقيدك مع الولدان المخلدون يأنس بلذة النظر الى وجه الرحمن الرحيم و أنس برفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم انه في سلام في دار السلام خرج من دار البلاء ليغدو لك و ل ٧٠ من اهله شغيعا في انتظار مرقوب لاجمل لقاء.. و يبقى شعور الفقد لا يجبره سوى كلام الله ربيعاً للقلوب..
#لله در قلب كل ام مكلوم..