احد اكثر الأسئلة ازعاجا للروائيين وهو لما تكتب في مجتمع قليل القراءة؟
والجواب سريعا و من قال اننا شعب قليل القراءة!
انني اتحدث الان حسب الأرقام وهي ان بلادنا المملكة العربية السعودية هي من اكثر الدول العربية التي تنشر سنويا وها نحن ذا لدينا ثلاثة معارض للكتاب اثنان منها دولي وهي الرياض وجدة ومعرض الشرقية التي سوف تلتحق بالركب في عام 2019 بينما الدول العربية الأخرى تكتفى بمعرض واحد. ثانيا نحن من اعلى الدول العربية انتاجا للروايات والكتاب و بذلك لدينا عدد كبير من دور النشر يضاهي الدول العربية الأخرى و بعد فوز الكتاب السعوديين بالبوكر العالمي فنحن بحق نتبوأ الصدارة في الكتابة.
لكن رغم هذا كله لا زلنا نطمح في زيادة عدد القراء بالمجتمع العربي حتى نقارن ولو من بعيد بالمجتمع الغربي . كم أتمنى ان أرى في طوابير الانتظار وقوفا او جلوسا، امام مكتب او حافلة وحتى في الحدائق او الكورنيش رجلا او سيدة او فتاة او صبي ممسكا بكتاب يطلع عليه
التحدي هنا ان من يهم بالقراءة يشاور نفسه بان يتلو القران لنيل الثواب او قراءة كتب تطوير الذات وتنال الرواية او القصة الحظ الأقل من قائمة القراء القليلين أصلا. هناك من يشتري الكتاب ثم لا يقرأه لأسباب كثيرة ربما اشترى الكتاب بناء على مشاهدة لقاء للكاتب بالتلفاز وهنا يظن ان الكتاب يقدم المادة نفسها. لكن ما يكتشفه القارئ ان أسلوب الكاتب في لقاء مصور يختلف تماما عن أسلوب نصوصه بالكتاب، لهذا يعزف عن الكتاب و يتركه حبيس الرفوف. ومع تراكم الكتب يتردد في شراء المزيد منها، فهو لم يقرأ السابقة فلما يشتري المزيد؟
الامر الاخر هو كون من يقدم الكتاب لك او يعلن عنه، بعيد كل البعد عن مجال الكتاب وخاصة فيمن يضعون صورهم على الغلاف. هو مقدم ممتاز و له جاذبية خاصة وربما وسامة لافتة للنظر ولكن هو ليس بكاتب ، ممتاز كمقدم ولكن لا يتقن فن الكتابة. فالكتابة تحتاج وصف للأمكنة و الشخوص وترابط الاحداث و حبكة تفاجأ القارئ و عقدة تبقيه على طرف الكرسي يلتهم الصفحات.
اضف الى الموضوع كله التكلفة المادية العالية لإصدار كتاب الذي لا يقل باي حال من الأحوال عن السبعة الاف ريال. و ما يجهله الكثيرين ان المكتبات التي تبيع الكتاب تنال نصف قيمته والباقي تقتسمه دار النشر مع المؤلف. كل هذا جعل الامر غير مجدي اقتصاديا للكثير من الادباء.
عود الى بدء حيث ان المسلم العربي وان نوى القراءة فيقرا كتاب ديني للتعبد او كتاب تطوير ذات للتطور و يترك الرواية. رغم ان القصة معتمدة من قبل الخطباء والمدربين كأسلوب لإيصال الفكرة بطريقة سهلة تستساغ للدماغ. مثال; ما الأفضل ان تحكي لشخص قصة كيف حدث لفلان حادث فتسبب في شلل رباعي غير من مجري حياته او قولك لا تسرع؟ وحتى القران الكريم اعتمد ذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة كوسيلة وعظ وارشاد
هنا و بالذات في هذا اليوم المجيد، يوم اللغة العربية نقولها وبكل إصرار واقتناع ان القصة امتداد للإنسانية و الموعظة و طريقة مثلى ارشادية لأجيال كثيرة كما انها اكثر وسائل التوثيق للحوادث التاريخية انتشارا
الرواية تذكرة مجانية و دعوة سياحية لتعيش أماكن لم تزرها وحقبة زمنية لم تعشها و خيال علمي لن تراه بالواقع ابدا
الرواية قاعدة متينة للأفلام والمسلسلات الناجحة و بذلك ندعم صناعة و مجال جديد للوظائف والاعمال بالمستقبل.
1 comment
1 ping
علياء الكيومي
28/12/2018 at 6:54 م[3] Link to this comment
اتفق تماما مع الأستاذ علي الماجد . الكتب في عالمنا العربي صار لا يمثل اَي دور حضاري الا للقليل ، بينما في المجتمع الغربي ، تجد عند كل محطة انتظار على الأقل شخصان يستمتعون بكتابهم. الروايات هي نوع من القصص التي تساعد الانسان في التخلص من ضغوطات الحياة ، حيث تحملك الى عالم اخر تجد فيها التسلية او العظة او اَي شي اخر يبعدك عن همومك . القصص هي من أفضل طرق التواصل مع مخ الانسان منذ الطفولة المكبرة وحتى في الكبر . دائما تجد المسنين يسردون ماضيهم على هيئة قصص وتجد ان قصصهم او بالأصح ماضيهم يرتسم في ذاكرتك كفيلم سينمائي قديم تشاهده في مخك. وهنا اجد انه لا فرق بين هذه القصص والكتب او الروايات التي يبدعون فيها الروائيون العرب. فلماذا لا نقرا ؟؟؟؟