بداية أبارك لعشاق التانغو التأهل الغير مستغرب عليهم.
لكن هذه المره هناك فرق في التأهل و في الضجة الإعلامية المصاحبة له.
الأرجنتين ليست ضيفة على مونديال كأس العالم.
شاركت الأرجنتين في جميع نهائيات كأس العالم باستثناء الأعوام 1938، 1950، 1954، 1970.
أي شاركت 16 مرة من أصل عشرين مشاركة
كانت البطل فيها مرتين و الوصيف ثلاث مرات آخرها المونديال الأخير في البرازيل.
تاريخ التانقو في التصفيات و لمن يعرف هذا المنتخب العريق و لمن لا يعرفه جيداً حافل بالأرقام و المستويات الكبيرة و الأهداف التي الغزيرة خلافاً لهذه التصفيات.
التي تعبتر الأقل في الأهداف ب 19 هدفاً في 19 مباراة فقط.
و اجتاز التصفيات المؤهلة بصعوبة بالغة رغم وجود لاعبين لا يملكهم أي منتخب في العالم بداية بميسي و ديماريا و اغويرو و نجم الإنتر ايكاردي و نجم اليوفي ديبالا و اوتاميندي و قايتان و لاميلا و كثير من النجوم اللذين يتمناهم أي منتخب أن يكونوا في صفوفه.
و رغم تلك الأسماء بقيادة ليونيل ميسي لم يحسم الأرجنتين التأهل الا بصعوبة في الجولة الأخيرة التي لعبت صباح اليوم الأربعاء 11 اكتوبر 2017 أمام منتخب الإكوادور صاحب المركز الثامن.
و مع خدمات البرازيل للأرجنتين لتتجاوز الملحق للمرة الثانية في تاريخها بعد أن تغلب على تشيلي.
و رغم تلك المقومات و ذلك التاريخ للتانغو و عند تخبطات الفريق و تعادلاته السبع و خسارته الأربع يقال أن تلك النجوم لم تكن ذو فائدة و عند الفوز و حسم التأهل انطلقت الاحتفالات و كُتبت المانشتات العريضة بأن الاعجازي ميسي هو من صنع هذا التأهل وحيداً و هو من أهدى الأرجنتين هذا التأهل.
لا أنكر أهمية ميسي في حسم التأهل بخاصة اليوم عند تسجيله للأهداف الثلاثة.
لكن من الاجحاف و الظلم أن يتغنى الاعلاميين بميسي وحيداً دون ذكر باقي النجوم التي صنعت هذا التأهل.
أو دعوني اتكلم مثلهم و أنسب الجهد كاملاً للبرغوث و انسف مجهودات بقية الكتيبة الأرجنتين.
هل الاحتفالات التي رأيناها بعد المباراة كانت بمناسبة الحصول على كأس العالم؟
أن مجرد التأهل فقط؟
رأيت احتفالات منتخب ايسلندا الذي تأهل للمرة الأولى في تاريخه و لا ابالغ إن قلت أن احتفالاتهم بميسي كانت اكثر صخباً.
دعوني اخاطب جمهور ميسي وحدهم…
هل هذا ما كانو يتمنونه ليتربع ميسي على عرش كرة القدم محققاً كل ما يريد؟
هل مجرد التأهل من التصفيات رغم قوتها و قوة منتخبات أمريكا الجنوبية هو كل أحلامهم؟
حسم يوم أمس و اليوم ما يقارب عشر منتخبات تأهلهم و غادرت منتخبات تحمل من الهيبة الكروية الشيء الكثير.
فقدنا في مونديال 2018 أسماء عظيمة في كرة القدم أمثال ارين روبن قائد منتخب هولندا الذي غادر التصفيات.
و مازالت ايطاليا بعظمتها الكروية لم تحسم تأهلها.
فلماذا كل تلك الضجة الإعلامية لتاهل الأرجنتين و الخوف من أن نفقد اسم ميسي (وحيداً) في حال خسارتها اليوم ؟
و لماذا يكون للفرح الأرجنتيني أب وحيد و هو ميسي و للخسارة ألف أب دون أن يكون هو بينهم؟
عذراً لجمهور ميسي إن كنت قسيت بكلامي عليهم.. فما اتمناه أنا شخصيا كعاشق للتانغو ليس مجرد التأهل فهذا الشئ بديهي جداً..
هل يستطيع ميسي أن يفعل ما فعله مارادونا أو يفعل ما فعله زيدان للديوك أو يقترب مما فعله رونالدو للسامبا في مونديال 2002 أو على أقل تقدير أن يتخطى غريمه الأبدي كريستيانو رونالدو و يحقق بطولة لمنتخبه قبل اعتزاله؟
عندما أرى ليونيل ميسي حاملاً كأس العالم أو كأس الكوبا أو أي بطولة دولية بشعار المنتخب الأرجنتيني وقتها سوف أسلم للأمر و اعترف بأن ميسي تخطى كل تلك الأسماء.
فكرة القدم من منضوري هي انجازات و أرقام و بطولات مع الفريق و المنتخب.
بخلاف ذلك سيبقى ميسي الرقم الثاني حالياً بعد صاروخ ماديرا.
بقلم : محمد عبد الغني خواجي