جدّد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي اليوم الأحد، رفضهم لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هذه المدينة المقدسة.
وحمل الوزراء الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن جميع تبعات خطوتها غير القانونية التي تسهم في تفاقم النزاع، وتشجع على إفلات السلطة القائمة بالاحتلال من العقاب، داعين جميع الدول الأخرى إلى الامتناع عن دعم القرار الأميركي، والالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تحظر مثل هذه الانتقالات غير القانونية للبعثات الدبلوماسية إلى القدس الشريف.
وعبر الوزراء في إعلانهم الصادر اليوم الأحد في ختام دورتهم الخامسة والأربعين في العاصمة البنغالية دكا، عن قلقهم العميق إزاء الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن في ميانمار ضد جماعة الروهينغيا المسلمة، التي أسفرت عن تهجير أكثر من 370 ألف روهينغي إلى بنغلاديش وبلدان أخرى في المنطقة. لافتين إلى أن هذه الانتهاكات ترقى لمستوى “التطهير العرقي”.
وأكدوا تضامنهم الكامل مع بنغلاديش في مواجهة التدفق الهائل للاجئين الروهينغيا ونتائجه الإنسانية والأمنية على البلاد.
ودعا الوزراء الدول الأعضاء في المنظمة إلى تقديم المزيد من العون لمساعدة بنغلاديش على التأقلم مع تدفق اللاجئين إلى أراضيها.
وشددوا على أهمية مواصلة الدول الأعضاء العمل ضمن منظومة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية الأخرى من أجل معالجة انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق ضد مسلمي الروهينغيا. مؤكدين على ضرورة التنفيذ الكامل للتوصيات التي قدمتها اللجنة الاستشارية المعنية بولاية راخين (لجنة عنان).
وشدد الوزراء على احترام أمن الدول الأعضاء وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها وعلى ضرورة حل الخلافات القائمة عن طريق المفاوضات، واستخدام وسائل سلمية أخرى باللجوء إلى الآليات السياسية والدبلوماسية والقانونية الدولية. داعين بهذا الصدد إلى التفعيل الكامل لآلية منظمة التعاون الإسلامي المتعلقة بالسلم والأمن.
وأكد الوزراء ضرورة استقرار الوضع في جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أقرب وقت ممكن عن طريق قرار سياسي عاجل، وحل جميع الأزمات والنزاعات لتفادي آثارها المدمرة والسلبية، وذلك وفقا لمبادئ الأمم المتحدة ولمواثيق منظمة التعاون الإسلامي، وللأعراف الدولية المعترف بها عالمياً.
وجدد الوزراء دعوتهم لتسوية النزاع في أفغانستان عن طريق عملية مصالحة وطنية شاملة تقودها أفغانستان، وأكدوا في هذا الصدد تشجيع جهود المنظمة لعقد مؤتمر دولي لعلماء المسلمين يرمي إلى المصالحة السياسية وإحلال السلم والأمن والاستقرار في أفغانستان.
ودان الوزراء الهجمات الإرهابية الوحشية على الدول الأعضاء وفي مختلف مناطق العالم، مشددين على أن الإسلام دين سلام وبأنه لا يجيز بأي حال من الأحوال الأفعال الوحشية والبربرية وعمليات القتل الجماعي التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في حق الأبرياء، داعين إلى المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء لدرء ومكافحة الإرهاب.
كما أكد الوزراء دعمهم لجميع المساعي الرامية إلى نزع السلاح النووي والتخلص من أسلحة الدمار الشامل الأخرى كوسيلة لمواصلة تعزيز السلم والأمن الدوليين.