صدر بيان مشترك بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نـائـب رئـيـس مـــجـــلـــس الـــوزراء وزير الـــدفـــاع إلــى جمهورية مصر العربية.
وفيما يلي نص البيان :
انطلاقاً مــن الروابط العميقة التي تجمع بـيـن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية وبين شعبيهما الشقيقين، والوشائج الأخوية الراسخة التي تربط بـيـن فخامة الـــرئـيـس المصري عبد الفتاح السيسي وجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتعزيزاً للعلاقات العريقة الاستراتيجية والمتميزة بـيـن البلدين، فقد لبى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى العهد نـائـب رئـيـس مـــجـــلـــس الـــوزراء وزير الـــدفـــاع فــي الرابع مــن مارس 2018 الدعوة لزيارة جمهورية مصر العربية، حيث استقبله فخامة الـــرئـيـس عبد الفتاح السيسي.
وقد تم خلال المباحثات تناول آفاق التعاون الثنائي بـيـن البلدين، حيث أعرب الجانبان عـــن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بـيـن البلدين الشقيقين، مؤكدين عــلـى أهمية دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين فــي المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ويتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بـيـن البلدين، والتضامن فــي مواجهة التحديات المشتركة، والبناء عــلـى مـــا سبق وإن تحقق مــن نتائج إيجابية فــي الزيارات المتبادلة بـيـن قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية.
كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين عــلـى الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم فــي دعم وتعزيز الأمـــن والاستقرار فــي المنطقة والعالم. وقد عبر الجانبان عـــن عزمهما التصدي لخطر التطرف والإرهاب، وما يشكله مــن تهديد للأمن والسلم فــي المنطقة وفـــي شتى أنحاء الـــعــالــم، مؤكدين عــلـى ضرورة استئصال الإرهاب مــن جذوره، وهزيمة جميع التنظيمات الإرهابية، بلا استثناء، وبشكل شامل ونهائي، ومواجهة كل مــن يدعم الإرهاب بالدعم أو التمويل أو توفير الملاذات الآمنة أو المنابر الإعلامية.
وفى هذا السياق، عبر الجانب الــســعــودي عـــن دعمه الكامل للجهود الناجحة التي تبذلها الــحــكــومــة المصرية لاستئصال الإرهاب بشكل كامل ونهائي فــي إطار عملية “سيناء 2018″، مشيراً لتقديره للنجاحات الكبيرة التي حققتها هذه العملية، والتضحيات الكبيرة التي تقدمها القوات المسلحة والشرطة المصرية.
وبـحــث الجانبان أبرز القضايا المطروحة عــلـى الساحة العربية، مؤكدين عــلـى أهمية الحفاظ عــلـى الأمـــن القومي الـــعــربـي، وحماية وحدة أراضي وسلامة الدول العربية. وأعرب الجانبان عـــن التزامهما بالعمل عــلـى بلورة رؤية شاملة وخطة طموحة لتطوير وإصلاح منظومة العمل الـــعــربـي المشترك وفـــي القلب منها جامعة الدول العربية، بما يكفل تعزيز القدرات العربية عــلـى مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
وقد أكــــد الجانبان أن تعزيز التعاون المصري الــســعــودي يمثل دعامة أساسية لحماية الأمـــن القومي الـــعــربـي، ومواجهة التدخلات الأجنبية فــي الشؤون الــداخــلـيـة للدول العربية والتي أفضت إلــى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية فــي سوريا وليبيا واليمن والعراق.
وفـــي هذا السياق، تم بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكــــد الجانبان عــلـى دعمهما الكامل لكافة حـــقــوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه فــي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية عــلـى حدود عام 1967، وفقاً لمبادرة الـــســلام العربية، وقرارات الـــشــرعــيـة الدولية ذات الصلة، واستناداً لحل الدولتين وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
كما أكــــد الجانبان عــلـى أهمية دعم المسار الـــسـيـاسـي لإنهاء الأزمـــة السورية بما يحافظ عــلـى وحدة الأراضي السورية ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، وفقاً لإعلان جنيف ( 1 )، وقرار مـــجـــلـــس الأمـــن رقم ( 2254 )، معبرين عـــن دعمهما للمبعوث الدولي للأزمة السيد / استيفان دي ميستورا، ومثمنين التعاون المثمر بـيـن البلدين الذي أسفر عـــن تشكيل وفد موحد لمختلف فصائل المعارضة السورية فــي مؤتمر الرياض ( 2 ) الذي عُقد فــي شهر نوفمبر 2017.