كشفت المؤشرات الحالية عن فشل مؤتمر “سوتشي” للسلام الذي تستضيفه روسيا، لبحث الأزمة السورية والخروج بحل يرضي جميع الأطراف السوري قبل أن يبدأ اليوم الثلاثاء، بسبب غياب عدد من الدول الغربية والمعارضة السورية.
وزاد من فشل المؤتمر قبل بدايته اعتذار الأطراف الكردية عن المشاركة بسبب استمرار الحملة التركية على مدينة “عفرين” السورية، وقالت مسؤولة كردية أن الضامنين للمؤتمر متحالفين ضد الأكراد ومدينة عفرين.
وأعلنت السفارة الأمريكية في موسكو، أمس الاثنين، أن ممثلي الولايات المتحدة لن يشاركوا بصفة مراقبين في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
بدورها، أشارت رئيسة المكتب الإعلامي للسفارة الأمريكية، “ماريا أولسون” إلى قرار هيئة التفاوض السورية التي رفضت المشاركة في مؤتمر سوتشي، لافتة إلى أن واشنطن تحترم هذا القرار، كما أوضحت “أن الجهود المشتركة للتسوية في سوريا يجب أن تكون موجهة نحو عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة في جنيف”.
ووفقاً لمراقبين، فإن مقاطعة سوتشي من قبل الولايات المتحدة هو حكم استباقي بفشله، خاصة بعد أن قوبل بمقاطعة حشد واسع من أطياف المعارضة السورية، واقتصر حضوره على المعارضة المصنعة في دهاليز النظام وأروقته المخابراتية.
وكانت الولايات المتحدة ومعها دولتان أوروبيتان هما فرنسا وبريطانيا ودولتان عربيتان هما المملكة والأردن قد أحلوا ورقة إلى المبعوث الدولي “دي ميستورا” وطُلبوا منه أن يضغط على الحكومة السورية وعلى المعارضة لإجراء مفاوضات “جوهرية” لإصلاح الدستور السوري وإيجاد بيئة “آمنة” ومحايدة في سورية لإجراء انتخابات من دون خوف على أساس حملات انتخابية فعلية.
وقالت الدول صاحبة الورقة المذكورة إنها مستعدة لإعمار سورية “فقط” عندما يتحقق الانتقال السياسي الجدي والجوهري والشامل برعاية الأمم المتحدة وتنفيذ القرار 2254 وبيان جنيف وعندما تصبح هناك بيئة حيادية تسمح بالانتقال السياسي.