عكس استفتاء تجريه إحدى الفضائيات الروسية بشأن التصعيد الإعلامي الذي يرافق الأزمة الخليجية حقيقة صادمة لقطر، لكنها حقيقة ماثلة للعيان ليس فقط لمسؤولي دول المقاطعة الأربع ومواطنيها، بل للجمهور العربي ككل، وهي أن وسائل الإعلام القطرية هي دون غيرها التي تصب الزيت على نار الفتنة.
وكشف استفتاء تجريه قناة روسيا اليوم أن 98.5 بالمئة من المستجوبين يرون أن قطر هي من تتولى تأجيج الحرب الإعلامية في الأزمة الخليجية، وهو ما يتناقض مع مزاعمها بالسعي إلى التهدئة والحوار، وإيهام الرأي العام الغربي بالمظلومية.
ويقول خبراء في الاتصال إن وسائل الإعلام القطرية تخصص وقتا مطولا يوميا للهجوم على دول المقاطعة، وتعمد دائما إلى الفبركات واختلاق القصص لتجعل المشاهد القطري في حالة استنفار سواء عبر الصحف المحلية أو قناة الجزيرة، أو عبر المواقع والصحف التي اشترتها في السنوات الأخيرة، أو عبر تقديم إغراءات لمحللين وسياسيين غربيين لهم نفوذ فيها.
وأشار الخبراء إلى سلسلة الفبركات وأسلوب التهويل الذي رافق موضوع الشيخ عبدالله آل ثاني بغاية التهجم على الإمارات بشكل مستمر لأنها تدعو دائما إلى إهمال قضية المقاطعة وعدم إثارتها في وسائل الإعلام طالما أن المسؤولين القطريين لا يريدون التوصل إلى حل.
مراجع خليجية تؤكد أن ارتفاع نسبة داعمي الحزم السعودي الإماراتي ضد قطر، بالرغم من غياب التضخيم الإعلامي، هو استفتاء بالدرجة الأولى على عزلة قطر في محيطها الإقليمي
وكثفت الدوحة في الفترة الأخيرة من تصريحاتها التي تستهدف استفزاز الإمارات في مسعى لإثارة غبار أزمة معها تعيد قضية المقاطعة إلى الواجهة على أمل أن تنجح في كسب تعاطف دولي فشلت في الحصول عليه بالرغم من حملاتها الإعلامية والدبلوماسية لأكثر من ستة أشهر.
وكانت آخر خطوة أقدمت عليها الدوحة لجوءها إلى افتعال تعرض مجالها الجوي لاختراق من الإمارات، وحين فشل الافتعال في خلق الضجة إقليميا ودوليا تولت طائراتها العسكرية اعتراض طائرتين إماراتيتين.
ويقول متابعون للشأن الخليجي إن موجة الافتعال المتكررة تعود إلى رغبة القيادة القطرية في أن تبقى دائما تحت دائرة الضوء حتى لو كان ذلك بسبب الشكوى التي تقدمت بها الإمارات ضدها في مجلس الأمن.
وفيما يهمل الإعلام السعودي الموضوع القطري بشكل تام، لا تكاد قناة الجزيرة القطرية تتوقف عن النبش في ما يثار حول المملكة من تسريبات وإشاعات بعضها بإخراج قطري سيء، وخاصة ما تعلق بولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تتهمه قطر بأنه من يتزعم حملة التشدد ضدها، ويشترط التزامها باتفاق الرياض بنسختيه 2013 و2014 قبل أي وساطة.
ويعتقد المتابعون أن تركيز الإعلام القطري، وعلى رأسه قناة الجزيرة، على التعرض لحياة الأشخاص ونقل الإشاعات التي تثار حولهم حقق نتائج عكسية تماما لما تريده وهو ما كشفت عنه نتائج الاستفتاء، مشيرين إلى أن الذي يبالغ في الخصام والتهجم على الآخرين، يفضي عادة إلى نفور الناس من حوله، وأن صراخ مذيعي قناة الجزيرة ومنشطيها زاد من كراهية الناس لها بدل أن يكسبها جمهورا إضافيا.
ويضيف هؤلاء أن نتائج الاستفتاء تعكس خارطة واسعة من الدعم للسعودية والإمارات والبحرين ومصر بين الجمهور العربي سواء في المنطقة أو في دول أوروبا أو روسيا أو الولايات المتحدة، لافتين إلى أنه يمكن اعتماد هذه النتائج كعينة جدية على مشروعية المطالب التي رفعها الرباعي المقاطع من جهة، وكدليل على غضب واسع من سياسات قطر المختلفة من جهة ثانية.
وتؤكد مراجع خليجية أن ارتفاع نسبة داعمي الحزم السعودي الإماراتي ضد قطر، بالرغم من غياب التضخيم الإعلامي، هو استفتاء بالدرجة الأولى على عزلة قطر في محيطها الإقليمي، فضلا عن فشل الاستثمارات والصفقات الكبرى التي تجريها شرقا وغربا لخلق رأي عام داعم لها، خاصة أن صورتها ارتبطت في أذهان الجمهور العربي بمحاولات ركوب ثورات الربيع العربي وفرض الإخوان لحكم دول مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، فضلا عن اتهامها بدعم المجموعات الإرهابية في هذه الدول.