شنت القوات التركية السبت هجوما بريا وجويا استهدف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين في شمال سوريا، في حين دعت موسكو الى ضبط النفس.
وانطلقت العملية العسكرية التي اطلقت عليها تركيا اسم “غصن الزيتون” في الساعة 14،00 ت غ، بحسب ما اعلن الجيش التركي، الذي اوضح بانها ستتم “مع الاخذ في الاعتبار احترام وحدة الاراضي السورية”.
وتحدثت وكالة انباء الاناضول الحكومية عن اصابة 108 اهداف ابرزها مطار منغ العسكري.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن قبل ذلك في خطاب نقله التلفزيون التركي ان “عملية عفرين بدأت عمليا على الارض”.
وتابع “بعدها سيكون دور منبج” في اشارة الى مدينة سورية اخرى تقع تحت سيطرة المقاتلين الاكراد السوريين شرق عفرين.
واضاف الرئيس التركي “لم يتم الايفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج. فلا يمكن لأحد أن يعترض على قيامنا بما يلزم”.
وأضاف “سنقوم لاحقا بشكل متدرج بتنظيف بلدنا حتى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا”.
واعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو انه ابلغ السلطات السورية بالعملية العسكرية التركية. وقال في تصريح صحافي “لقد ابلغنا كل الاطراف بما نقوم به. حتى اننا ابلغنا النظام السوري خطيا بذلك”.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين وهي ميليشيا كردية تعتبرها انقرة ارهابية، لكن الولايات المتحدة تنسق معها عسكريا وكان لها دور كبير في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من شمال سوريا.
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس على الجانب التركي من الحدود مع سوريا طائرتين مقاتلتين تقصفان السبت على الجانب السوري، ما ادى الى تصاعد سحب كبيرة من الدخان في سماء المنطقة خلال ساعات المساء الاولى.
وتتهم انقرة وحدات حماية الشعب الكردية بانها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا على السلطات التركية في جنوب شرق البلاد منذ نحو ثلاثين عاما، وتصنفه تركيا والدول الغربية على انه تنظيم ارهابي.
– قلق روسي-
ومع تسارع التطورات ميدانيا في شمال سوريا اعربت روسيا السبت عن “القلق” ودعت الى “ضبط النفس”.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اعلن الخميس ان الطيران السوري سيقوم باسقاط اي طائرة عسكرية تركية تخرق المجال الجوي السوري.
ويعتبر الكثير من المحللين ان تركيا لا يمكن ان تشن هجوما عسكريا واسعا في سوريا من دون موافقة روسيا التي لديها وجود عسكري ملحوظ في سوريا وتقيم علاقات جيدة مع وحدات حماية الشعب.
وكان رئيس اركان الجيش التركي الجنرال خلوصي اكار زار موسكو الخميس مع رئيس جهاز الاستخبارات حقان فريدان لاجراء محادثات حول الوضع في شمال سوريا.
وقال المحلل انطوني سكينر ان تركيا “لن تشن حملة برية وجوية شاملة من دون موافقة موسكو”.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت ان العسكريين الروس المنتشرين في منطقة عفرين قد اخلوا مواقعهم “تجنبا لاستفزازات محتملة” قد يتعرضون اليها.
ولم تخف واشنطن في السابق قلقها ازاء التهديدات التركية بالتدخل في شمال سوريا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية الجمعة “لا نعتقد بان شن عملية عسكرية قد يساهم في الاستقرار الاقليمي او استقرار سوريا او تهدئة مخاوف تركيا بشأن امن حدودها”.
واعلنت موسكو ان وزير الخارجية سيرغي لافروف اجرى مشاورات هاتفية السبت مع نظيره الاميركي ريكس تيلرسون تطرقت الى “السبل الهادفة لضمان الاستقرار في شمال” سوريا.
وقالت الخارجية الاميركية الجمعة “لا نعتقد ان عملية عسكرية (…) تصب في مصلحة الاستقرار الاقليمي واستقرار سوريا او تهدئة مخاوف تركيا على امن حدودها”.
واضاف المحلل انطوني سكينر ان عملية عسكرية تركية ستوجه “ضربة قاسية جدا” للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على وحدات حماية الشعب الكردية لبسط الاستقرار في شمال سوريا.
وكان الرئيس التركي اعرب عن غضبه الشديد ازاء اعلان الولايات المتحدة عزمها على انشاء قوة من ثلاثين الف عنصر في شمال سوريا لحماية الحدود الشمالية لسوريا، على ان يكون نصفهم من الميليشيا الكردية. ووصف هذه القوة بانها ستكون “جيش الرعب”.
وحاول وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون التخفيف من وطأة الاعلان عن هذه القوة وقال ان “الوضع بكامله نقل بشكل خاطىء ووصف بشكل خاطىء” مؤكدا انه سيقدم الايضاحات اللازمة لتركيا.
وما زاد الطين بلة في تدهور العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة، اشراف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تخريج 500 مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية في منطقة الحسكة في شمال شرق سوريا، على ان يكونوا نواة القوة التي ستمسك بالوضع في شمال سوريا.