الشعراء كُثر والمبدعون ليسوا قلة ولكن هنالك مواقف لا يستطيع غير النوادر اعتلاء صهوتها و امتلاك زمامها .
هنالك من يصنع من الحظة نجاح قبل السقوط ومن المواقف شاهد له لا عليه .
قصيدة مختلفة كما اختلطت معانيها بين ذم ومدح واستعطاف الى أن وصلت للنجاح .
يحكي لنا الشاعر المبدع بحتري الباحة وشاعر اللحظة عن قصيدته التي تسطر بالذهب قائلا :
كان(لِصك بيتي)هذا الذي أطالعكم منه ببن الحين والآخر بما يبهج قلوبكم من زهوره ووروده وأشجاره وثماره
قصة مع الشيخ/سعيد بن بريك القرني حفظه الله عندما كان قاضياًبمحكمه القرى.
حضرت ومعي أبي رحمه الله بصفته البائع وشاهدان هما/حسن الخرش رحمه الله و خالي/ خميس أمد الله
في عمره، وعبد العزيز أخي الأكبر مزكياً ومعه شخص آخر لا اذكره ، دخلت بورقة الموعد على الموظف الذي سلمها لي قبل أشهر أخبرته أن الشهود والبائع حضروا فتلكأ قليلاً ثم قال: اليوم ليس موعد احضار الشهود قلت هذا ما كتبته أنت والورقه أمامك لكنه رفض تماما وشُغل بغيري ، وخرجت من عنده مستاءً .
جلست غير بعيد عن أصحابي ولم أخبرهم بشيء وكتبت هذه الأبيات الخمسه التي ترون في ظهر ورقة الموعد وطلبت الدخول على الشيخ ، دخلت وسلمته الورقه مقلوبة قرأ الأبيات وضحك وقال:
ما الأمر؟
قلت:اقلب الورقة
قرأ وقال: موعدك اليوم إذاً شهودك حاضرين
قلت له رفض (…)وقال لي
هذا موعد الضبط أو شيء من هذا .
رفع الشيخ السماعة وطلب منه الملف فتحه وسألني
:البائع موجود؟ قلت: نعم
وعندك مزكيه؟
قلت : نعم
قال: بعد أن أنهي الذين قبلك تدخل.
انتظرت قرابة الساعه ودخلنا وكان الشيخ في غاية اللطف وما خرجت ذالك اليوم من المحكمه إلا والصك أو مايسمى(حجة الاستحكام) معي
نعم هنا يكمن الابداع في استغلال المواقف بجزل القصائد وحسن ليس كمثله في الحسن أحد
قال شاعرنا :
القصيدة :
عسى أبواب أوهامي تُصكُ :: ويأتي من “ابن بريك” صكُ
أبي قد باع لي وأتى شهودي :: وما في الأمر للفطناء شكُ
فيا رمز العدالة لا تدعني :: فريسة من ينير خطاه افكُ
وهب لي منك صكاً يا حكيماً :: بعدلك باب حيرتنا يصكُ
وخذ اغلى التحية من فؤادٍ :: يفوح به من العرفان مسكُ
شعر / حسن محمد الزهراني
٢٧ / ٥ / ١٤٢٣ هجرية