رفع معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين باسمه، واسم جميع منسوبي ومنسوبات، وطلاب وطالبات جامعة الباحة، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أسمى عبارات التهاني والتبريكات، بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم.
وقال معاليه في كلمة بهذه المناسبة الغالية: بضعة أيام هي الفاصل ما بين الخطاب التاريخي الذي ألقاه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، وبين الذكرى الخامسة لمبايعته ملكًا للمملكة العربية السعودية، وبلادنا الغالية حريصة على مواصلة سياستها الحكيمة، على المستوى الداخلي والخارجي، في سيبل المحافظة على مصلحة الوطن، ورفاهية المواطن، مع المضي قدمًا نحو تنفيذ برامجها الإصلاحية وفقًا لرؤية 2030.
وأضاف أ. د. الحسين: في هذه الأيام تحلُّ علينا هذه الذكرى العطرة، ووطننا الغالي -بحمد الله- يعيش مرحلة مفصلية، مملوءة بالمنجزات النوعية، والقفزات العملاقة على جميع المستويات والأصعدة: سياسيًّا، واقتصاديًّا، وتعليميًّا، وصحيًّا، واجتماعيًّا، وثقافيًّا؛ فضلاً عمّا ينعم به من أمن وأمان واستقرار، وتقدُّم وازدهار.
مؤكدًا أنّ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده -حفظهما الله- استطاعا أن يجعلا من وطننا الغالي باحة وارفة بالخدمات التنموية، والمنجزات النوعية التي نفاخر بها أيّما فخر، ونعتز بها أيّما اعتزاز، بتنوّع منافذه الاقتصادية، وتعدد مشروعاته العملاقة، واستثماراته المستدامة، وعطاءاته السخية. فما بين ما تحقق خلال السنوات الخمس الماضية، وما تخللها من إنجازات فريدة، مشهودة ومنظورة، تتعالى أحلام هذا الوطن العظيم، بفضل الله، ثمَّ بفضل قيادته الرشيدة.
مشيرًا معاليه إلى بعض المشروعات النوعية التي تحققت خلال الفترة الماضية، كمشروع تطوير برنامج الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية، ممثلة في مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك”، بوصفه أحد المشروعات المستقبلية العملاقة، و”الهيئة الملكية لمدينة الرياض”، ومشروع تطوير حي الطريف التاريخي، الذي سيجعل منه حيًّا تاريخيًّا، ومركزًا ثقافيًّا وتراثيًّا عالميًّا، ومشروع “رؤية العلا” الذي سيكون وجهة تراثية عالمية؛ فضلاً عن إقرار مشروع “النظام الجديد للجامعات”، الذي يُعدُّ ركنًا حيويًّا في تطوير أداء الجامعات، والنهوض بمخرجاتها، وهو ما سيساهم في إحداث نقلة نوعية متميزة في مسيرة الجامعات السعودية؛ نظرًا لما ينطوي عليه من ملامح جوهرية تصبُّ في صالح التعليم العالي.
وأشار أ.د. عبدالله الحسين إلى إنّ جملة تلك المشروعات -وغيرها الكثير- تكلَّلت بالتقدم السريع الذي حققته المملكة في تحسين وإصلاح بيئة الأعمال، ما أدَّى إلى تصنيف المملكة هذا العام من قِبل البنك الدولي، كأكثر الدول تقدُّمًا، والأولى إصلاحًا من بين 190 دولةً في العالم، وبهذا استطاعت المملكة -بحمد الله- خلال فترة وجيزة أنْ تكون رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والحضارية.
وفي سياق آخر، قال معالي مدير جامعة الباحة: لقد تمكَّن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بما حباه الله تعالى من حكمة، وحنكة، وقيادة واعية، من تعزيز دور المملكة الريادي إقليميًّا ودوليًّا وعالميًّا؛ واستطاع أنْ يكون -بحق- رجل الحزم، والعزم، والأمن، والسلام، وأثبت -رعاه الله- أنَّ المملكة سبَّاقة دومًا إلى الدعوة بفتح آفاق رحبة للحوار، والتعايش، وتغليب صوت العقل والحكمة، وتعميق أواصر السلام والأمن الدوليين، وهو ما أدَّى إلى أنْ تتبوأ المملكة مكانة مرموقة دوليًّا وعالميًّا، بإسهاماتها الكبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، كما هو ملحوظ -مثلا- في أعمال قمتي قادة مجموعة العشرين، اللتين عُقدتا في الأرجنتين واليابان، وكما هو ملحوظ -أيضًا- في مبادرة المملكة باستضافة ثلاث قمم في مكة المكرمة، إضافة إلى جهودها لتوقيع وثيقة اتفاق الرياض ما بين الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي؛ كخطوة جوهرية أمام تفاهمات أوسع؛ للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، واستشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية.
وفي ختام كلمته، كرر معالي مدير جامعة الباحة الأستاذ الدكتور عبدالله الحسين تجديد البيعة، والسمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده -حفظهما الله- داعيًا الله تعالى أن يحفظ قائد مسيرتنا، وراعي نهضتنا، وأنْ يديم على بلادنا الغالية أمنها، وأمانها، واستقرارها.