
استضافت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان اليوم بالمركز الثقافي بجازان اللقاء العلمي الثامن لمبادرة ” تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم ” التي تنظمها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وبرنامج ” فطن ” ، ونفذها فضيلة عضو هيئة كبار العلماء الدكتور جبريل بن محمد البصيلي، بحضور منسوبي التعليم والمعلمين والمعلمات وقيادات التعليم والطلاب والطالبات.
وأشار الشيخ البصيلي في مستهل حديثه إلى أن الوسطية سمة هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس وبها تعرف بين الأمم وهي حالة محمودة تدفع أهلها للالتزام بهدي الإسلام فيقومون العدل بين الناس وينشرون الخير ويحققون عمارة الأرض وعبودية المولى عز وجل، مستعرضا عدداً من مظاهر الوسطية الدينية، والفكرية التي تتمثل في الاعتدال، والمرونة، والتدرج، والتيسير، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي وسطي في كل ما جاء به، وأنه دين يتماشى مع مقتضيات حاجة الإنسان.
وأكد فضيلته في الجزء الأول من اللقاء المخصص للطلاب أن الاستثمار الأمثل في عقول أبنائنا الطلاب والطالبات وهو من أزكى الاستثمارات الذي تنشده الأمم لبناء حضاراتها كونهم يشكلون حجر الزاوية في التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ـ القيادة الرشيدة ـ أعزها الله تولي اهتماماً بالغاً في العنصر البشري بصفته الاستثمار الحقيقي لنهضة البلاد.
وقال الشيخ البصيلي في حديثه للمعلمين والمعلمات: إن المعلمين يشكلون محور الوسطية من خلال القول والعمل، وإنه متى ما كان المعلم محتسبا وسطياً سننعم جميعاً بالوسطية، بصفته القدوة ومربي النشء الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم، مشدداً على أن الوسطية ليست شعاراً يردد بل قولا وعملا، وأضاف هناك فرق كبير بين المعلم الناجح الذي من الله عليه بصلاح النية وبين المعلم الذي ينظر لرسالة التعليم بأنها مجرد وظيفة تنتهي بالراتب فقط، مؤكدا بأن هناك خير كثير بين أوساط معلمينا ومعلماتنا
من صناع الأجيال.
وحذر فضيلة الشيخ جبريل البصيلي، من اختراق الأعداء لعقول الأبناء واستغلالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، الذي يحتم على أفراد المجتمع التنبه لذلك ووقوف الأسرة إلى جانب المدرسة للتكاملية في التربية.
يذكر أن اللقاء حظي بمداخلات متنوّعة من الحضور تركّزت في مجملها على مناقشة أساليب بناء الفكر الوسطي لدى الطلاب والطالبات، والحرص على غرس مفاهيم القيم الفكرية في المؤسسات التعليمية، وبناء شخصيات مستقلة وقوية تعتز بدينها وقيمها.