في كل سنة تطل علينا مناسبة اليوم الوطني ليتغنى الشعب جميعا فرحا بتوحيد هذا الكيان ، وتخرج الاحتفالات في كل مكان ويشارك كل الافراد ابتهاجا بهذه المناسبة ، وننتظر جميعا تلك الاحتفالات بفارغ الصبر للمشاركة والتعبير عن فخرنا واعتزازنا ..
غير أن بعض اصحاب القرار وبكل اسف ليسو على قدر المسؤولية لرسم البهجة على محيا الشعب الذين ينتظرون تلك الاحتفالات ، فيرتكبون نفس الاخطاء ويكررون نفس الفعاليات كل سنة ، لا تجديد ولا تطوير ولا حتى بذل ادنى جهد لاستقطاب افكار جديدة ..
وانا هنا لن اتكلم الا عن مدينة الشهداء محايل عسير التي افتخر انني من ابنائها والتي اتمنى ان اراها مميزة في كل نواحي الحياة ، وبالنظر الى فعالياتها فانك تتيقن ان نفس العقليات مازالت مغلقة على ذاتها ولا تبذل جهدا ولو بالاستماع لاراء ساكنيها ..
فاحتفالاتهم نفسها مكررة عام تلو عام ولا يطالها التجديد نهائيا ، وكأن التجديد في نظرهم عيب او عار ، او انه قد يفقدهم بعض التركيز الاعلامي – الذي وبكل اسف يمجد تكرارهم دون ادنى مبرر وقد فقدوا المصداقية لدى الكل – فأصبح الكل ينأى بنفسه عن الحضور ..
فلو كان هناك انشطة وفعاليات اخرى غيرها فصدقوني لن تجدوا كائنا من كان يحضر ليشاهد نفس الاشخاص يجلسون على تلك الكراسي ويصفقون لنفس الفعاليات التي يقوم بها نفس الاشخاص الذين قاموا بها في العام الذي قبله – وكأن مافي هالبلد إلا هالولد –
وباستعراض بسيط – حتى لا يقول البعض أنني أبالغ – سأتناول معكم احتفالات مدينتي الموقرة #محايل_عسير لاحتفالات اليوم الوطني لثلاث اعوام متتالية ولكم الحكم ..
اليوم الوطني ٨٧ في ايام محمد المتحمي – رحمه الله – انظروا للفعاليات وستشاهدون تكرارها في الاعوام التالية :
المرسم والمعرض والاوبريت وحفل خطابي….
اليوم الوطني ٨٨ في عهد محمد بن لبده ، لاجديد عن العام الذي سبقه تكرار له بحذافيره : حفل خطابي و اوبريت ومعرض للرسم والتصوير ومسيرات…
اليوم الوطني ٨٩ في عهد المحافظ المكلف لم يتغير شيء ابدا ابدا ابدا ، اين الجديد واين التطوير ؟؟ اوبريت وفرقة اطفال ومعرض للفنون والتصوير ومسيرات وألعاب نارية – لم يتم اطلاقها
خذوني على قد عقلي ، واستخرجوا الفروقات خلال براشورات اعلان الاحتفال باليوم الوطني!!!
لم يتغير سوا اسماء المحافظين ، اما الباقي فهو تكرار في تكرار ، لو كان نجاحا لقلنا ان تكرار النجاح مقبول ولكن يتضح ان البعض لا يريد التطوير ولا التجديد ..هل هذا مايستحقه ابناء هذه المحافظة؟ ان تستمر عقول من يرسم خارطة الفرح ان يبقى كما هو بلا اي تطوير او تجديد؟؟؟
ام ان الهالة الاعلامية التي حوله جعلته يعتقد انه سفير فوق العادة وكلامه لا يتغير بتغير السنين !!
نحن في عالم صغير وباستطاعتك ان تشاهد من شاشة جوالك احتفالات الناس في كل مكان ، استقطاب الفرح والترفيه لاسعاد مجتمعك شيء اساسي لتكوين حياة مميزة للافراد والمجتمع على حد سواء ..
ولا تنسى ان من ضمن مبادرات الرؤية2030 برنامج جودة الحياة وتندرج تحتها عناصر كثيرة ومن اهمها الترفيه ، وبهذا العمل المكرر الذي يشوه فكرة جودة الحياة كان لزاما ان يتم التطوير ولكن للاسف ..
اذا كانت الرؤية بمنظورها العام قد كفلت لي ذلك الحق في تلك المبادرة فماهو عذر المسؤول الذي لم يكلف نفسه عناء الاجتهاد وبذل القليل من الفكر ليجلب لنا فكرا عميقا جميلا بعيدا عن النسخ واللصق من الاعوام التي سبقته ..
الحديث ذو شجون واعتذر عن الاطالة ، ولكن محايل تستحق منا الكثير ، محايل مليئة بالطاقات وبالافكار وشبابها وشاباتها يقدمون عطاء يستحق الاشادة فمن الاولى الاخذ برأيهم وعدم الاستئثار بالقرار ، فهم العنصر الذي أقيمت تلك الاحتفالات من أجلهم ..
ثقتهم فيكم كبيرة ولكن شاركوهم واطلبوا منهم الافكار ولا تتفردوا بالقرار ، اعتذر عن الاطالة ولكم كل الحب والتقدير