ولأن دولتنا دستورها القرآن وقادتنا يحكمون بشرع الله، فقد كانت كلماتهم أوتاد أطناب، رسخّت القيم وثبّتت مظلة الوطن، فأمضت على إثرها قلوبنا عقود المحبة والسمع والطاعة.
وتعود بنا ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية التاسعة والثمانين إلى التأمل في كلمات خالدة قالها لنا المغفور له – بإذن الله -الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود:” كل فرد من شعبي جندي وشرطي، وأنا أسير وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم، ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم”.
حَمَلْنا هذه الكلمات بحرص ككنز ثمين، ووظفناها وحقنّاها في أوردتنا ونشّأْنا عليها أبناءنا، فأصبح كل فرد منا جنديًا وشرطيًا، مدافعًا عن دولة التوحيد كما غرس فينا المؤسس يرحمه الله.
منذ توحيد المملكة العربية السعودية وهي تتعرض للمؤامرات والدسائس، وكانت القيادة تقوم بواجباتها في حماية هذا الوطن الشامخ دون أن تقلقنا، وكنا نحن نعيش أيامنا بكل راحة بال، بل ونحب كل دول العالم، ماعدا إسرائيل التي تحتل أولى القبلتين.
ولكن انفجار ثورة الإنترنت و انتشار القنوات والمنصات الإعلامية، جعل العالم قرية صغيرة، تصلك فيها الأخبار الصادقة والكاذبة، فاكتشفنا أن من كنّا نظنهم أحباءنا هم ألد أعدائنا، وأن أصحاب المؤامرات القديمة لايزالون يواصلون عداءهم ضد وطننا الغالي، ولكن، وعلى الرغم من ذلك كلّه، كنّا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، فنحن ذلك الجندي والشرطي الذي قلّده المؤسس أوسمة الشرف في كلماته.
لقد توحدنا في الدفاع عن بلادنا حتى أدهشْنا العالم بقوة دفاعنا، فمنهم من أصابته الصدمة فأسمانا ذبابًا وعبيدًا ومطبلين، ومنهم من أُعجب بنا فأشار إلينا كنموذج ناجح لوحدة وتلاحم الشعب مع قيادته، بل ومنهم من تمنى أن يحكم بلادهم قادتنا!
كلمات خالدة، توحد بها الوطن وضمّنا إلى حضنه فتوحدت كلمتنا وقلوبنا وصدمة أعدائنا.
1 comment
1 ping
أبو غفران
23/09/2019 at 10:52 م[3] Link to this comment
مقال أكثر من رائع للأستاذة ورده كما عودتنا اضافتي لكل الشعب والشباب خاصة .. كلٌ منا كمواطنين على ثغر فأحذر أن نُؤتى من جانبك .. وكن سداً منيعاً يامن بك أهل بيتك وجيرانك ومجتمعك و وطنك .. وليعلم العدو اننا السعوديون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.. اللهم أدم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان واحفظ لنا ولاة أمرنا ووفقهم بتوفقيك إنك ولي ذلك والقادر عليه.. اللهم آمين .