من جبال الباحة وسهولها .. من وديانها ومرتفعاتها خرج لنا المهندسين والأطباء والمعلمين والقادة والأبطال وبرزوا في الميدان صنعو من التراب ناطحات للسحاب ومن الماء جداول ينهل منها الغريب قبل القريب ، رسموا الطريق لعصر الانطلاق ليواكبوا العصر بجراءةوقليل من الفراسة ليصلوا القمة بقليل من الصبر المخلوط بالنجاح .
في الباحة التي تشابهت سحنته مع طينها ومائها ولد ونشأ فيها ك«غيمة» بشرية و»قيمة» إنسانية تجللت باليمن، وتكللت بالمن؛ فأمطرت بياضًا من التفاني وانسابت عزيمته ينابيعا من النبوغ ، فمن راعٍ للغنم إلى معانقة السحاب , تحمل مشقة الحياة باكرا حيث كان طموحه لا يتعدى إكمال دراسته ومساعدة والدية وتكبد عناء الرعي والدراسه والعمل بين الحقول في الزراعة للوقوف إلى جوار والده في تحمل المسؤولية كأقرانه آنذاك ، وهذا ما كان يملئ ذاكرته «الصغيرة» .
انطلق بطلنا من قرية رسباء إحدى قرى محافظة المندق حيث كانت مسقط رأسة وبداية حياته قضى ١٩ عاما من عمره وهو راعيا للغنم كحال الفتية في ذلك الوقت ، درس بقريته الابتدائية و المتوسطة ثم أتم الثانوية بقرية النصباء وهي أيضا إحدى قرى المحافظة وتخرج من الثانوية عام الف وأربعمائة وستة عشر ، حفظ القرآن الكريم كاملا وحفظ آلآلاف من الأحاديث الصحيحة .
حدث بعد تخرجه من الثانوية حادثة لازال يتذكرها الكثير من أهالي الباحة ولازالوا يروون تفاصيلها لأبنائهم نساءا ورجال ، حيث سقطت ” طائرة حربية” في إحدى قرى زهران ، ولكن هذه الحادثة غيرت الكثير من الطموحات والأحلام ، فقد كان لسقوطها بجوار ” المدرسة الثانوية ” التي تخرج منها وقعها الخاص حيث فتحت امامه افقا جديدا للمستقبل ، وبعد أن اقتصر الأمل على العمل معلما أو موظفا في إحدى الوزارات ليتقاضى راتبا يساعد به والديه ويتزوج ويعيش كغيره حياة عاديه اتسع أمامه الحلم وبزغ فجرا جديدا أمامه وفكر جليا في مجال الطيران الحربي .
سافر هذا الشاب إلى العاصمة حاملا بين يديه العهد بأن يكافح ليصل ويتعلم لينجح ويجد لينال أعلى المناصب ، حيث التحق بكلية الملك فيصل الجوية وتخرج منها ، وحصل على البكالوريوس في العلوم الجوية عام الف وأربعمائة وعشرون من الهجرة في ” تخصص الطيران الحربي ” ، وتدرب على أنواع عديده من الطائرات الحربية ولكن الطموح أبى عليه إلا أن يكمل المسيرة ولكن بطريقة مختلفة لم تكن في الحسبان واستحق لقب “قاهر المستحيل” فقد اتخذ قرارا ليس بالسهل وبجرة قلم ألغى الكثير وابتدأ مشوارا آخر واشد وعوره من الأول ليثبت للجميع ان المستحيل يتلاشى عندما تكون العزيمة والإصرار امام عينيه .
سوف نسرد تفاصيلا جديده في الجزأ الثاني فانتظرونا .