أقبل عيد الأضحى المبارك بأفراحه ومباهجه ليجد مباهج أخرى من المعرفة والترفيه في انتظاره، عندما احتفى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالعيد من خلال باقة متنوعة من الفعاليات الفنية والثقافية، وقد فتح المركز أبوابه، لأكثر من 30 ألف زائر في أيام عيد الأضحى المبارك ليجدوا في استقبالهم فضاءات من المتعة والفائدة تمثلت في فعاليات متنوعة ما بين أنشطة ثقافية ومعارض فنية ومتاحف تاريخية، والتي لاقت إقبالًا كبيرًا من الزوار.
وجاءت برامج العيد في (إثراء) لتلبي تطلعات مختلف الفئات العمرية واهتماماتها، فيما حرص المركز كذلك على تقديم فعاليات موجهة خصيصًا للعائلات، فقدم لهم رحلة علمية مميزة مع المخترع والمهندس بديع الزمان الجزري، والذي صار أيقونة احتفالات العيد في (إثراء)، آخذًا الزائر في جولة إلى القرن الثاني عشر الميلادي لاكتشاف اختراعاته وابتكاراته التي ساهمت كثيرًا في تسهيل الحياة في حقبة مهمة من تاريخ الدولة الإسلامية.
ومن الجزري إلى المخترعة مريم الاسطرلابية التي اخترعت آلة الاسطرلاب، والتي سلط المركز الضوء على إسهاماتها من خلال عرض قصير عن هذه المرأة المبتكرة العالمة، كما أتيحت للزوار فرصة متابعة الرحلة الاستكشافية داخل المتحف الذي يتدرج زمنيًا من الحاضر إلى الماضي عبر أربعة معارض فنية، بدءًا من الفن السعودي المعاصر (فنون)، إلى الهوية والتراث السعودي (أجيال)، مرورًا بكنوز الفن والحضارة الإسلامية (كنوز)، وانتهاءً بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية (رحلات).
أما قاعة السينما فقد رحبت بجمهور شاشتها الكبيرة من خلال ثلاث محطات، أولها كان مع فيلم “الحرق” الذي يحكي قصة لقاء الشاب بذاته في عمر مختلف، عبر مرآة الزمن التي هي محور موضوع الفيلم، أما المحطة الثانية فكانت مع فيلم وثائقي يحكي قصة حياة مصمم الأزياء ورائد الموضة الفرنسية كريستيان ديور. وآخر المحطات كانت من نصيب الأطفال من خلال الفيلم الكوميدي الموجه للأطفال (البيضة).
ومن قاعة السينما إلى القاعة الكبرى حيث كان الزوار على موعد استثنائي مع أعمال الفنان النرويجي إدفارد مونك لأول مرة في الشرق الأوسط من خلال معرض (مفازات الروح)، وخلال هذا المعرض تمكن الزوار من التفاعل بشكل أكبر مع أعمال مونك، فقد أتيحت لهم الفرصة لاختيار أية قطعة فنّية من أعمال مونك من أجل رسمها بحرية والاحتفاظ فيها كتذكار في تجربة ذاتية غنية بالجمال.
من جهة أخرى؛ حلق أصحاب الذوق الرفيع من متذوقي الموسيقى مع النغم الخليجي الخالد عندما قدم المركز لهم أمسية (ليلة من الطرب الأصيل) قدمتها أوركسترا دبي للموسيقى العربية والتي استضافها المركز لأول مرة في المملكة في حدث فاخر وفريد من نوعه، قدمت خلاله الفرقة عددًا من المقطوعات الخالدة في التراث الموسيقي العربي.
كما استحوذ الأطفال على نصيب كبير من البرامج والفعاليات الممتعة كالتجارب العملية والعروض العلمية التي قدمها لهم معرض الطاقة، وبرنامج (أبعاد ورقية) الذي أتاح لهم اكتشاف مواهبهم المعمارية من خلال تصميم وصناعة مبنى إثراء بالورق، بالإضافة لبرامج (قمرة) و(عربة العلماء) و(مسرح العظماء) والكثير من الأنشطة الملهمة الأخرى.
الجدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي(إثراء) يهدف إلى إثراء المجتمع السعودي عبر تقديم مبادرات وبرامج نوعية تناسب كافة شرائح المجتمع، مستندةً على خلق محتوى معرفي مميّز، وتقديم تجارب واسعة للزوار من خلال العروض والبرامج، حيث يُعد المركز منصّةً للإبداع تُجمع فيها المواهب من مختلف الفئات العمرية للتعلّم والتجربة ومشاركة الأفكار.