دعوات اندونيسية موجهة للمستثمرين السعوديين لزيارة البلاد وتوسيع أُفق التعاون الاستثماري المشترك.
تنقل مابين بلد واخر حاملا على راحة يده تاريخ المملكة ومستقبلها بحرص وأمانة من خلال عمله الدبلوماسي . برز الوجه الحقيقي الناصع للمملكة ، فمن الارجنتين الى النرويج ثمة حياة وقصص رواها في “سفير بين قطبين”. واخيرا حط به الرحال على ارض الارخبيل الاندونيسي ليواصل نهجه الوطني الذي حققه من خلال عمل دؤوب في السلك الدبلوماسي لعقد من الزمن.
صحيفة الانباء العربية، التقت بسفير خادم الحرمين الشريفيين في جمهورية أندونيسيا، الاستاذ “عصام عابد الثقفي” وفتحت معه حواراً في “ماهية الرؤى الحديثة المتجددة” للمملكة العربية السعودية ضمن محيطها الدولي.
• كيف ترى اختلاف مناخ العمل الدبلوماسي مابين بلد يقع في قلب العالم الاسكندنافي ، وهنا أقصد (مملكة النرويج) ومابين بلد يقع في قلب دول الأسيان، أقصى جنوب شرق أسيا وأقصد (إندونيسيا) ؟
** بكل تأكيد ثمة إختلافات بين البلدين، فلو تمعنا بمملكة النرويج التي بحد ذاتها هي بيئة سياسية واجتماعية وجغرافية تختلف عن الدول الاوربية الاخرى ، العمل في النرويج كان بمثابة تجربة ثرية وقيمة وصعبة بنفس الوقت، كون الشعب النرويجي يجهل الكثير عن المنطقة العربية وعن عاداتنا وتقاليدنا ومستوى تمسكنا بهذه العادات، بالاضافة الى ان هناك ما يشبه بـ “الفراغ الاعلامي” الذي من شأنه ان يضع بعض المجتمعات الاوربية امام صورة واضحة للتعرف على اجواء المنطقة العربية بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص ، وبالطبع هذا ماتجلى في صلب عمل مهام سفارة خادم الحرمين الشريفين في النرويج .
انتقالنا للعمل في جمهورية أندونيسيا، في بيئة سياسية وجغرافية واجتماعية مختلفة تماما عن ما كانت عليه الاجواء في النرويج كون إندونيسيا صاحبة الاغلبية والثقل الاسلامي المتجذر في شعبه وعراقة مجتمعاته المتحفظة، وهي بالتالي على مقربة من معطيات النسيج الاسلامي العربي التي تبلورت من خلال قوافل الحج والعمرة والاطلاع عن كثب على إرث وتاريخ المملكة العربية السعودية . بشكل عام ان من مهام وواجبات العمل الدبلوماسي هو التكيف والانسجام في بيئات عمل مختلفة لدول العالم.
• من المؤكد ان المملكة دائما تسعى لتمتين العلاقة مع اندونيسيا لما تتمع به الاخيرة من ثقل اسلامي وبموارد بشرية وطبيعية ، سعادة السفير كيف تحرص المملكة على هذا الجانب ؟
** العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية اندونيسيا علاقة متينة وأصيلة وجذورها تمتد بعمق التاريخ واصالته ، وجود سفارة المملكة العربية وسفيرها هنا في اندونيسيا يعني الكثير من المسؤوليات، وليس المهام محصورة بمنح تأشيرات الحج والعمرة فقط ، بل تعدت ذلك وبالخصوص اليوم ونحن نعيش اجواءً ايمانية بهذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك فكان لسفارة خادم الحرمين في جاكرتا مبادرات لزيارة العديد من المسؤولين الاندونيسيين وفتح مساحات للحوار والتعاون في مجالات مختلفة وبالخصوص كوني استلمت مهامي الوظيفية حديثا فقد اعددت برنامجا موسعا لاستكمال زيارات المسؤولين واصحاب القرار الاندونيسي مابعد جولة الانتخابات واعلان النتائج في اندونيسيا .
• كيف تُقيمون البيئة الاستثمارية في اندونيسيا وهل هي بيئة جاذبة ؟ وكيف تحرصون على مد الجسور مابين المستثمر السعودي وهيئات الاستثمار في اندونيسيا ؟
** قبل ساعتين من هذا اللقاء مع صحيفتكم الغراء، كان لنا استقبال لحاكم جزيرة جاوة الغربية الجديد ، وكانت من بين القضايا المتبادلة في الحوار الثنائي دعوته لرجال الاعمال والمستثمرين السعوديين لزيارة جاوة الغربية وبحث فرص الاستثمار فيها ، وأوضح بان هيئات الاستثمار هناك مستعدة لتقديم حزمة كبيرة من التسهيلات للمستثمر السعودي. وأما على صعيد الزيارة الاخيرة لفخامة الرئيس الاندونيسي “جوكوي ديدودو” للمملكة في الشهر الماضي، فكانت له لقاءات مهمة داخل المملكة ومنها لقاءه بمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وتم الاتفاق على خلق مستقبل اقتصادي استثماري في مجالات النفط والغاز والتكنولوجيا والتعليم ونحن نعول على ان المستقبل سيكون وفيرا بنتائج اقتصادية ناجحة تصب في مصلحة البلدين .
• من خلال تواجدكم وعملكم في سفارة خادم الحرمين الشريفين في اكثر من دولة ، كيف شاهدتم المملكة بعيون شعوب وحكومات تلك الدول ، وكيف برزتم الوجه الناصع للمملكة هناك ؟
** لله الفضل والمنة بان سمعة المملكة العربية السعودية في جميع دول العالم سمعة طيبة وتحتل المكانة الاولى . كل الدول التي عملت بها سفيرا تكن تقديرا كبيرا للمملكة وتسعى للتقارب معها في كافة المجالات، وهذا ماكانت تعمل سفارات المملكة من اجله هناك. طبعا رغم التحديات الكبيرة التي عبارة عن تحركات تمارسها دول اخرى من اجل التاثير على علاقات المملكة بالمحيط الدولي، ولكن تلك المحاولات دائما ما لا يكتب لها النجاح. وبالفترة الاخيرة سعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهدها الى تكثيف وجودها وتمثيلها الدبلوماسي في جميع انحاء العالم، على سبيل المثال كان للمملكة العربية السعودية اربع سفارات في قارة امريكا اللاتينية ، في حين وصل عدد سفارات المملكة الى اكثر من عشر سفارات بالقارة ولكل سفارة لها نفس التوجه في تحقيق رؤى وتطلعات القيادة في المملكة.
• أغلب انشطة سفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا دائما ما تسعى لجمع واللقاء بسفارات الدول العربية والاسلامية وحتى الاوربية ، هل تستنسخون نهج القيادات الحكيمة داخل المملكة في هذا المسعى ؟
** نحن نطلق على السفارة السعودية “بيت العرب والمسلمين” ، دائماً أبوابنا مفتوحة لكل السفارات والجاليات العربية ، ومن واجبنا الشرعي بوجود الحرمين الشريفين في المملكة يحتم علينا ان نفتح قلوبنا لكل الجاليات العربية والمسلمة. فدائما ماتجد ان السفارات السعودية تعمل وتحرص على اقامة علاقات مميزة مع السفارات العربية والاسيوية وحتى الاوربية وهذا بحد ذاته هو نهج المملكة العربية السعودية.
• تجربتكم الدبلوماسية في الارجنتين والنرويج تكللت باصداركم كتاب “سفير بين قطبين” وهو سيرة عمل دبلوماسي دؤوب ، هل تفكرون باصدار كتاب عن تجربتكم الثرية في اندونيسيا مستقبلاً؟
** كتاب “سفير بين قطبين” كان حصيلة تجربة امتدت نحو ثمانية وثلاثين عاما من العمل الدبلوماسي في اكثر من ست سفارات للمملكة حول العالم. تجربتي في اندونيسيا تختلف اختلافا كبيرا عن جميع تجاربي السابقة ، فبدأت بوضع الاسس الاولى لاصدار كتاب يمثل شطراً جديداً من حياتي الوظيفية هنا في الارخبيل، لم أختر تسمية الكتاب بعد، لكن الاستعداد كامل لانتاج هذا الكتاب في القريب العاجل.