البصرة تلك المدينة التي كانت حاضرة عبر التاريخ بفنها وأدبها وتجذر فكرها ، فهي مدينة أحمد الخليل وابن سيرين والجاحظ والامام الحسن البصري وبدر شاكر السياب ومحمود البريكان والقائمة تطول . فما من احد وصلها حتى ألهمه الشعر والفن والحب ودندنة الخشابة ورقصات الهيوة.
المدينة التي تسجل اليوم حضوراً بهيجاً من خلال مجموعة من الاكاديميين وهواة الفن السابع ، لتعلن عن نفسها بأنها المدينة التي تلاقحت فيما بينها الفنون لتنتج سحراً واسعاً في مخيلة مبدعيها .
فعلى مدار الاربع سنوات الماضية سجلت البصرة ماركة محلية وإقليمية بانتاجها أفلاماً سينمائيةً إنصهرت في بوتقة مهرجان القُمرة السينمائي بدوراته الأربع المتتالية .
لم يكتف فنانو ومبدعو البصرة بـ(القمرة) فراحوا يبحثون ويفتشون عن مدار تنافسي إبداعي رحب يوازي نجاحات مهرجانهم العتيد القمرة .
جامعة البصرة ذلك الصرح الاكاديمي الرائد ، استجابت لابنائها الطلبة ولتعلن عن تأسيس أول مهرجان جامعي للأفلام السينمائية وبنسخته الأولى نهاية شهر أيار (مايو) الجاري ، ليوازي بجريانه القمرة وينتجان شط العرب كما إقترن من قبلهما دجلة والفرات .
صحيفة الأنباء العربية رصدت مرحلة تأسيس هذا المشروع الثقافي الاكاديمي المميز وأجرت لقاءً مع الدكتور سرمد ياسين المدير الفني لمهرجان جامعة البصرة السينمائي الاول .
• دكتور سرمد ياسين يُشرفنا تواجدكم معنا ، وتمنحنا فرصة تسليط الضوء على فعاليات هذا المهرجان ، هل المشاركة في هذا المهرجان ستقتصر على النتاجات السينمائية لمنتسبي جامعة البصرة (أساتذة وطلبة) ؟
** طبعاً ، في الدورة الأولى لهذا المهرجان ستقتصر المشاركات للمنتجين الذين يعملون ويدرسون تحت سقف جامعة البصرة بكلياتها وأقسامها ومراكزها البحثية المختلفة ، وقدمنا دعوات وبروشرات تعريفية تبين ماهية هذا المهرجان وطبيعة الأفلام التي ستشارك به.
• هل سيكون لكلية الفنون الجميلة وبالتحديد قسم الفنون السمعية والمرئية دور في بلورة هذا المشروع السينمائي وتقديمه بصورة تُليق بتاريخ البصرة الثقافي والفكري ؟
** بالتأكيد سيكون لقسم الفنون السمعية والمرئية التابع لكلية الفنون جهود أكاديمية مشتركة في هذا المهرجان ، لاننا سنستثمر الطاقات العلمية من مخرجين وممثلين سينمائيين بالاضافة الى المهن المنتجة للأفلام السينمائية ومنها المونتاج ، الكل سيشترك وستتظافر الجهود من أجل إنجاح هذه التجربة السينمائية الأولى من نوعها على صعيد جامعات العراق .
• دكتور سرمد للبصرة مهرجان سينمائي مهم ومميز بدوراته المتتالية الا وهو مهرجان (القُمرة) السينمائي ، ماهو الجديد الذي سيُحققه المهرجان السينمائي الجامعي الاول ، ولم يحققه (القُمرة) ؟
** هذا المهرجان يمتلك خصوصية ونفس لم نلتمسه في مهرجانات محلية سابقة ، كون طبيعة التنافس داخله ستقتصر على تجارب الطلبة ونتاجاتهم من مشاريع تخرجية في مجال الانتاج السينمائي ، وبخصوص اشرافي وتواجدي في قسم الفنون السمعية والمرئية إستفزتني الكثير من الرؤى والمخيلة الفنية التي يمتلكها الكثير من الطلبة ، وما كان هذا المهرجان الا شاشة تنافسية ابداعية سيتألق من خلالها الكثير من الطلبة والاساتذة في حقل السينما .
• كلمة أخيرة تود ان تقولها ؟
** أشكر أهتمامكم الواسع وإقتناصكم مدارات معرفية ابداعية ، وهذه فرصة أن نطل على متابعيكم ونبني جسوراً من المحبة والابداع .