كانت رسالتين لجلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه – وجههما إلى حاكمي عدن وبومباي ، بمثابة إلهام أطلقت من خلاله الكلية التقنية بالقنفذة مبادرة “رفَّاد” ضمن مبادراتها في ملتقى مكة الثقافي في نسخته الأخيرة لتعيد للأذهان تفاصيل عودة القنفذة إلى حضن الوطن عام 1343هـ ليوجه جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز رسالتين إلى كلاً من حاكم عدن ، و السيد شوكت علي رئيس جمعية الخلافة في بومباي معلناً لهما جاهزية ميناء القنفذة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وتوفر الإمكانيات والتجهيزات المساندة المعينة للحجاج لاتمام فريضتهم . و من ذلك التاريخ كانت ولازالت القنفذة رافداً خدمياً لقاصدي بيت الله الحرام . و على الدرب أطلقت الكلية التقنية بالقنفذة هذا العام مبادرة رُفَّاد تجديداً العهد والعطاء والفخر والعزة فمن عام 1343 هـ الى عام 1440هـ عمر مقداره 97 عام يُسطر بمداد من ذهب.
وحملت الرسالتان المزيد من التحية والتقدير ورغبة الملك المؤسس طيب الله ثراه الأكيدة لقبول من يفد على هذه البلاد من حجاج بيت الله الحرام من مومباي وعدن في الموانئ التي تحت إدارة المملكة والاستحضار اللازم في ميناء القنفذة والليث من إحضار الزوارق والسنابيك وما يضمن راحة النازلين إلى البر من أسباب السكنى ووسائط النقل إلى مكة المكرمة هذا علاوة على ما تتمتع به هذه البلاد من الأمن التام والسكينة والطمأنينة التي تخيم فوق ربوع هذه الديار ، حيث أكدت الرسالتان أنها الشرط الأول الذي يهم الوافدين إلى هذه الديار وفوق هذا كله قد أخذت المملكة على نفسها أن تمد الوافدين إلى هذا البلاد بالوسائل الممكنة بكل ما يكفل راحتهم ويسهل مبتغاهم في الحل والارتحال .
وأشارت الرسالتان إلى ما تتمتع به هذه البقعة من الأمن التام والسكينة والطمأنينة بالشكل الذي لم تعهده هذه الديار من أمد بعيد . وأكدت الرسالتان على استعداد لاتمام راحة من يفد على هذه البلاد من حجاج بيت الله الحرام بجميع الوسائل .
ومن هاتين الرسالتين ، استلهمت الكلية التقنية بالقنفذة إطلاق مبادرة رُفَّاد ضمن برامج ملتقى مكة الثقافي تحت شعار “تطوير مدننا لخدمة الحج والعمرة” والذي اطلقه صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل .
وهدفت المبادرة إلى تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية تقنية للحج والعمرة من خلال تعزيز الجانب الثقافي والتاريخي لزيارة الحاج والمعتمر ، واستثمار الطاقات والقدرات من خلال تعزيز التطوع بين الشباب في جانب خدمة ضيوف الرحمن ، بالإضافة إلى التكامل التنموي من خلال الشراكة مع القطاعات الحكومية والخاصة من خلال صناعة مبادرة قابلة للتطبيق .
وتمثلت اوجه الابداع بمبادرة رُفَّاد في تفعيل الدور الإيجابي والمتميز لشباب الوطن من خلال إتاحة المجال لهم لخدمة ضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج ، منطلقة من عدة عوامل للنجاح تمثلت في تفعيل المهارات والمعارف التدريبية لمتدربي الكلية بالشكل السليم ، وتعزيز الوطنية من خلال المشاركة الفاعلة في برامج الخدمة العامة وكذلك دعم مهارات التفاعل مع الجمهور وطالبي الخدمة ممن يرتاد الطريق الساحلي أثناء العام بصفة عامة واثناء فترة الحج بصفة خاصة عدد كبير من المعتمرين والحجاج خصوصاً وأن محافظة القنفذة تعتبر إحدى المحطات الرئيسية على الطريق الساحلي والتي تحتاج تقديم الخدمة المناسبة لهم، ولذلك حرصت الكلية أن تقوم بهذا الدور من خلال تفعيل طلابها وما تعلموه من مهارات متنوعة تقنية .
وأستهدفت مبادرة رُفَّاد الحاج والمعتمر من جمهورية اليمن ومناطق جازان وعسير ونجران والقنفذة بغية إستدامة وتنوع الخدمة المقدمة طوال العام وبحسب مناسبة الفترة المتاحة .
وتستهدف مبادرة رُفَّاد في توسعها وإنتشارها مرتادي الطريق الساحلي من معتمرين و حجاج لتتطلب تعدد مواقع الخدمة حيث تشمل العام مخيم الحج وميقات يلملم والمشاعر المقدسة .
وفي سياق المبادرة ، قدم عميد الكلية التقنية بالقنفذة حامد المنتشري شكره وتقديره لزملائه المدربين والإداريين المنفذين ، وكذلك أبنائه المتدربين المشاركين والذي أكدوا ثقة الوسط التدريبي والمجتمعي بهم وكانوا خير مثال للإجاز .
وكشف أن عدد المشاركين في المبادرة التي استمرت 30 يوماً قد بلغ 175 مشارك ، نفذوا خلال مبادرتهم (26250) ساعة عمل ، وبمعدل عمل يومي يصل إلى 5 ساعات للمشارك .