تعقيبا على ماراثون الشاطئ «المشي بعيون كفيف» الذي نظمه مركز حي الشاطئ النسائي التابع لجمعية مراكز الأحياء بجدة في الواجهة البحرية، مساء يوم الأربعاء «29/06/1440هـ – 06/03/2019م»
بداية أود أن أعبر عن عميق سعادتي وسروري بمشاركتي مع أندادي من ذوي الإعاقة البصرية من منسوبي جمعية إبصار الخيرية وأعضائها بعد غيبة عن مثل هذه المشاركات لنحو 3 سنوات بحكم انشغالي بكتابة مؤلفاتي عن تجربتي مع الإعاقة البصرية وسلسلة رحلتي عبر السنين وإحياء تراث الأديب السعودي الراحل طاهر زمخشري والتي أهدف من خلالها إلى تأكيد قدرات ذوي الإعاقة البصرية على ممارسة جميع الأعمال التي يهونها إذا توفرت لهم الفرص والإمكانيات وبهذه المناسبة أحث كافة ذوي الإعاقة البصرية أن يوثقوا تجاربهم الشخصية مع الإعاقة البصرية وكيفية تجاوزهم لها ليستفيد منها الآخرين.
وعوداً على موضوع مارثون «المشي بعيون كفيف» الذي شاركت فيه بالجري لمئات الأمتار مستمتعاً بهدية أمانة جدة لسكانها تلك الواجهة البحرية التي اعتبرها بمثابة تحفة فنية ذكرتني بطفولتي مع بداية إنشاء شاطئ الحمراء والكورنيش وتزينهما بعشرات القطع والأعمال الفنية المحلية والعالمية.
وأهنئ المشاركين والمنظمين لفعاليات الماراثون على النجاح الذي حققته الفعالية من حيث اجتذاب ذوي الإعاقة وفئات المجتمع من العامة ورجال الأعمال الذين حرصوا على مشاركتنا في هذا النشاط بالجري معنا رغم انشغالاتهم أخص بالذكر منهم الأستاذ معتصم علي رضا المدير العام والعضو المنتدب لمستشفيات ومراكز مغربي عضو مجلس إدارة جمعية إبصار الخيرية، والمستشار القانوني الدكتور كمال حسين شكري عضو مكتب حسين شكري للاستشارات القانونية والمحاماة عضو جمعية إبصار الخيرية، والدكتور واصف كابلي رئيس مجلس إدارة مركز أمل جدة للمعاقين وعضو جمعية إبصار الخيرية، الدكتور محمد خالد وسية باحث واستشاري الوراثة البشرية والأمراض الوراثية.
وأورد المقترحات التالية للاستفادة منها مستقبلاً في تنظيم مثل هذه الفعالية:
· إن أنسب الأوقات لتنظم مثل هذه الفعاليات هي يوم البصر العالمي 10 أكتوبر، اليوم العالمي للعصا البيضاء 15 اكتوبر، اليوم العالمي للإعاقة 3 ديسمبر لعلاقتها بالإعاقة، وأن الطقس في جدة وشواطئها في مثل هذه الأوقات يتميز بنسماته وهوائه العليل مما يحفز على ممارسة النشاطات الرياضية.
· أن يتم تصنيف الفئات المشاركة على سباقات مختلفة.
أ. سباق فئة الرجال (المبصرين مع ذوي الإعاقة البصرية).
ب سباق فئة النساء (المبصرات مع ذوات الإعاقة).
ج. سباق فئة ذوي الإعاقة البصرية أو مبصرين معصوبي الأعين (رجال).
د. سباق فئة ذوات الإعاقة البصرية أو مبصرات معصوبات الأعين (نساء).
· زيادة عدد الجوائز لتشمل العشر الفائزين الأوائل من كل سباق بجوائز قيمة متدرجة وجوائز تحفيزية أخرى للترتيب من 11 إلى 20
· التنسيق مع كافة المؤسسات والجمعيات الخيرية والأهلية والمراكز التعليمية ذات الصلة (جمعية إبصار، فصول النور، مراكز التأهيل الشامل…الخ) لحث منسوبيهم على المشاركة في النشاط، فقد لوحظ فجوة كبيرة بين نسبة المشاركين من المبصرين إلى المعاقين فبموجب البيان الرسمي بلغ عدد المشاركين 500 مشارك منهم 30 معاق بصرياً فقط.
· الرجوع إلى قواعد البيانات المتوفرة لذوي الإعاقة البصرية مع تكثيف الإعلانات عن النشاط بوقت كافِ، لزيادة عدد المستفيدين
· إشراك مدربي التوجه والتنقل الآمن لذوي الإعاقة البصرية للتوعية بكيفية قيادة المكفوفين في المشي بالطريقة الصحيحة وتوجيه ذوي الإعاقة البصرية على الجري أو المشي بالعصا البيضاء بالاعتماد الذاتي بأمن وسلام حيث لوحظ وجود عشوائية في الجري والمشي مع المكفوفين.
· توفير مكبرات صوت وسماعات ذات جودة عالية موزعة على طول مسافة السباق للتوجيه والإرشاد حيث لوحظ ضعف جودة المكبرات والسماعات التي استخدمت في برنامج الفعالية علاوة على أنها لم تنشر على طول مسافة السباق رغم ما تمثله من أهمية لتقديم التوجيه والإرشاد لذوي الإعاقة البصرية.
· تأمين مواصلات ومرافقين لذوي الإعاقة البصرية من وإلى الفعالية حيث لوحظ أن عدد من المكفوفين تركوا بمفردهم بعد انتهاء الفعالية دون مرافقين أو مواصلات مما اضطر بعض الشباب المتطوعين من نادي مسافات إلى الانتظار معهم طويلاً وإيقاف سيارات أجرة لهم لإعادتهم إلى منزلهم.
· تكثيف تسويق الفعالية على المسئوليات الاجتماعية بالقطاع الخاص خصوصاً الشركات ذات الصلة مثل مستشفيات العيون الرياضية الخدمات الاجتماعية…الخ لدعم وتمويل الفعالية بشكل أفضل.
يجدر بالذكر إلى أنها المرة الأولى التي تنظم فيها مثل هذه الفعالية على مستوى العالم العربي بما تضمنته من أنشطة رياضية جمعت ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم والمختصين والعام وكلمات خطابية استعرضت تجارب إعاقة بصرية ناجحة وتكريم الفائزين والرعاة، بهدف نشر الوعي السليم وتعزيز التواصل الاجتماعي والعلاقات الإيجابية ورفع روح الانتماء بين أفراد المجتمع ودمج المكفوفات والمكفوفين في أنشطة المجتمع والتعريف بقضاياهم وبإنجازات وطاقات هذه الفئة.