يفتقر تراثنا وتاريخنا الحضاري الضارب في عمق التاريخ إلى تسليط الضوء على عراقته وعمقه، لمزيد من الجذب للشعوب غير الناطقة بالعربية، مما حدا بباحثين سعوديين بالأخذ على عاتقهم مسؤولية عمل بحث تاريخي لبعض تلك المعالم بلغات عالمية، وهي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية.
وقال الباحث المختص بالشأن السياحي علي اليوسف: تمتلك مملكتنا الغالية تنوعاً جغرافياً مميزاً، كما تحتوي أيضاً كنوزاً تاريخية لها أبعادها المتعددة، وهذه الكنوز تتمثل في مواقع أثرية وتاريخية لها أثرها في التاريخ من قبل الميلاد وحتى كتابتنا لهذه السطور، ومن هذه المواقع “بئر هداج” في تيماء، الذي يُعد أيقونة تراثية متميزة تم الحفاظ عليها والإهتمام بها في العهد السعودي وتحديداً في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
وأشار بأنه يزور هذا البئر الذي يرجع تاريخها إلى القرن 19قبل الميلاد مجموعة من الزوار من الداخل والخارج، وفي ظل الإهتمام الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة في قطاع السياحة والتراث الوطني تشجعنا أنا وزميلتي الباحثه إفتخار المطيري والمرشده السياحية باللغة الفرنسية، بالقيام بهذا البحث الذي يعتمد في فكرته الأساسية _والحديث لليوسف-على كيفية الترويج لهذه الأيقونه التراثيه وبالتالي استثمارها اقتصادياً بغرض جذب عدد كبير من الزوار وغرض البحث والسؤال الرئيسي له يتماشى مع رؤية المملكة 2030م وسيتم نشره باللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى اللغة العربية طبعاً.
ومن جهتها ترى الباحثة والمرشدة السياحية افتخار المطيري أن: تيماء غنية بمواقع تاريخية نادرة ومتميزة وهي في ذات الوقت ممر على طريق دولي كان يوماً طريقاً للقوافل التجارية ومحطة توقف، لذا فإن _إستثمار مواقعها إقتصادياً مطلباً مهماً من شأنه أن يضيف مزيداً من الحراك الاقتصادي السياحي الذي قطعاً سيكون لأفراد المجتمع المحلي نصيب منه.
وأضافت بالقول، أنا على يقين بأن هذا البحث سيكون له صدى إيجابي كبير على المستويين المحلي والدولي.
وأكدا الباحثين والمرشدين السياحيين أنه في حال الإنتهاء من البحث سيتم نشره في إحدى المجلات المحكمة علمياً، وسيتم عرضه كورقة عمل في عدد من المؤتمرات ذات العلاقة محلياً ودولياً.
الجدير ذكره أن تيماء غنية بمواقع تاريخية نادرة ومتميزة حيث تعاقبت عليها حضارات ومراحل تاريخية متفرقة كالثمودية والآرامية والنبطية والكوفية والإسلامية في مرحلتيها المبكّرة والمتأخرة، فضلاً عن النقوش والمعثورات القديمة التي تعود إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.