تحت رعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب بدوله الكويت محمد ناصر الجبري، انطلقت فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان “أيام المسرح للشباب” وسط احتفالية مسرحية شبابية على خشبة مسرح الدسمة تحت شعار «عناصر الرؤية عند المخرج المسرحي»، والمهرجان تنظمه الهيئة العامة للشباب خلال الفترة من 3 إلى 13 الجاري.
حضر الحفل نخبة من الشخصيات القيادية والفنية والإعلامية يتقدمهم عبدالرحمن بداح المطيري المدير العام للهيئة العامة للشباب، رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول، رئيس فرقة مسرح الشباب المخرج عبدالله البدر، المخرج القدير عبدالعزيز السريع وآخرون، وقدم فقرات الحفل كلا من المذيعين شيمان ومحمد المساعيد، وقام بإخراج الحفل رئيس فرقة مسرح الشباب المخرج عبدالله البدر.
كلمات سامية
استهل الحفل في عرض كلمات سامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في دعم واستثمار طاقات وقدرات الشباب الكويتي، ومن ثم ألقى عبدالرحمن بداح المطيري مدير عام الهيئة العامة للشباب كلمة تحدث خلالها قائلا: “أنه من دواعي سرورنا أن نلتقي بكم اليوم في مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الثانية عشرة بالتزامن مع الاحتفال بيوم الشباب الكويتي تحت شعار عناصر الرؤية عن المخرج المسرحي”.
ويضيف المطيري: تؤمن الهيئة العامة للشباب بأهمية المسرح كأحد المجالات الشبابية الإبداعية، باعتباره فن للحياة يتجاوز المهارات، ويجمع كافة أنواع الفنون، كما أنه وحدة فنية متناغمة ذات إيقاع صادق تجمع بين المباشر واللامباشر الذي يساهم في إيقاظ وتنبيه السلوك الإنساني الشبابي.
تعزيز المعرفة
ولفت المطيري إلى أن مهرجان أيام المسرح للشباب جاء على مر سنوات متتالية وصولا لدورته الحالية الثانية عشرة ليؤكد أهمية المسرح في إيقاظ السلوك الإنساني من خلال تعزيز معرفة الشباب لذواتهم وقدراتهم وحسن توظيفها، ومن ثم خلق مساحة إبداعية للتفاعل والمشاركة والعمل بينهم وبين المجتمع، ولا شك أن هذا الأمر يعزز إحساس الشاب وشعوره الوطني باعتباره شريك حقيقي في المنجزات وبناء التسامك الوطني.
تكريم الرواد
وأشار المطيري إلى أن مهرجان المسرح الشبابي وسيلة لبناء رأسمال اجتماعي شبابي، ويلعب دورا بارزا في التنشئة الاجتماعية كمساحة للتعلم والمشاركة، حيث التعلم من خبرات الرواد والمشاركة في بناء الحاضر وريادة المستقبل، ولهذا فقد تم تخصيص الجائزة الكبرى لأفضل عرض مسرحي متكامل باسم الفنان القدير سعد الفرج، واختيار الكاتب المسرحي القدير عبدالعزيز السريع الشخصية المسرحية الرائدة للمهرجان، باعتبارهما أحد الرواد الذين تركوا بصمة في مجال المسرح الكويتي والعربي، تأكيدا وعرفانا ووفاء من جيل الشباب إلى الرواد الذين صنعوا لنا التاريخ والانجازات المسرحية طوال العقود الماضية.
آفاق إبداعية
وأكد المطيري على حرص الهيئة العامة للشباب في خلق آفاق إبداعية للشباب المسرحي المتميز على المستويين المحلي والدولي وخاصة في مجال المسرح، حيث قررت الهيئة إيفاد العرض المسرحي الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان مسرح الشباب العربي الذي أقيم مؤخرا في الكويت للمشاركة في مهرجان المسرح الحر المزمع عقده في المملكة الأردنية الشقيقة في دورته القادمة خلال شهر أبريل المقبل، وأيضا قررت إيفاد العرض المسرحي الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الحالية إلى المشاركة في أحد المهرجانات المسرحية الخارجية.
وتقدم المطيري بالشكر إلى كافة الفرق المسرحية التي حرصت على المشاركة في هذه الدورة، مرحبا بضيوف الكويت المشاركين من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، متقدما بالشكر أيضا إلى كل القائمين على الإعداد والتجهيز لهذا المهرجان وإخراجه بالصورة المشرفة التي تليق بدولة الكويت، والتي تتناسب ومهارات جميع الشباب المشاركين.
عروض المهرجان
وبعدها عرضت بانوراما عن العروض المشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان وهي «قريبا من ساحة الإعدام» لفرقة الجيل الواعي، «جزء من الفانية» لفرقة المسرح الكويتي، «صالح يعود» لفرقة المسرح العربي، «قرد كثيف الشعر» لفرقة «جالبوت»، «سيراونجلو» لفرقة «باك ستيج»، «على قيد الحلم» لفرقة مسرح الشباب، إلى جانب العرضان المسرحيان الموازيان وهما مسرحية«الألفية» من سلطنة عمان، مسرحية «حبوس» من المملكة العربية السعودية.
شغف مسرحي
وألقى رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول كلمته قائلا: “باسم المسرح والمسرحيون، وباسم من أصاغ تلقائيا، وعبر العقود الماضية تلك الأيام المضيئة بالفكر والحوار والإبداع على خشبة المسرح، أبادلكم تحية الحب والآخاء والإبداع والسلام”.
وأضاف: إنه من هذا اليوم وعلى مدى الأيام القادمة لمهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الثانية عشرة الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب ستجمعنا بكم أيها المسرحيون أيام مسرحية زاخرة بالافكار والرؤى التي تعكس توهج وشغف الفنان للمسرح، أنها أيام مسرحية فسيحة بالثراء تبحث عن مسرح قادر على التحاور المستمر مع الحداثة وتطلعات المستقبل لمسرحنا القادم.
حدثا ثقافيا .
وذكر عبدالرسول إن المهرجان وعلى مدى دوراته السابقة قد حقق الانجازات المسرحية الشبابية الكبيرة، وأكد على تنمية ورعاية الشباب المسرحي، في شتى مجالات علوم المسرح المختلفة، لافتا إلى أن المهرجان أصبح واقعا مهما في مسيرة المسرح الشبابي على المستويين المحلي والخارجي، وأصبح حدثا فنيا ثقافيا تسعى الهيئة العامة للشباب من إقامة لإبراز الصورة المميزة للشباب في مجال المسرح.
العنصر الإخراجي
وأشار عبدالرسول إلى أن الدورة الجديدة من المهرجان جاءت لتؤكد بأن المخرج المسرحي هو العنصر التكاملي لبلورة وقيادة العرض المسرحي في كل مكوناته، وإن المخرج هو القائد والمخطط لمشروع العرض المسرحي من الناحية الفنية في كافة العناصر المسرحية، وهو العقل المفكر والمبدع لتفاصيل وكليات العرض المسرحي، وهو القيادة الفنية والفكرية للعملية المسرحية، وهو الذي يتولى فهم النص المسرحي، واستنباط المحتوى الدرامي منه، وتحويله من الحياة المثالية الأدبية إلى الحياة المادية على خشبة المسرح، لافتا إلى أن الدورة جاءت لتؤكد على عنصر الإخراج المسرحي بأنه العنصر الذي ترتكز عليه كافة العناصر المسرحية.
وأضاف أن المهرجان يحتفي بتكريم نخبة من المسرحيين الذين لهم التاريخ الحافل بالانجازات والإبداعات لرفعة مكانة المسرح، ويأتي التكريم لهم وفاء وتقديرا وعرفانا لهذا التاريخ الطويل في رفعة الشأن المسرحي، مرحبا بضيوف الكويت من المسرحيين العرب، مقدما الشكر للفرق التي شاركت في المهرجان، وإلى جميع الجهات التي حرصت على المشاركة في هذا الحدث المسرحي.
دور داعم
وتقدم عبدالرسول باسم اللجنة المنظمة العليا بالشكر إلى الهيئة العامة للرياضة ومديرها العام عبدالرحمن بداح المطيري لجهوده الكبيرة في سبيل دعم الحركة الشبابية المسرحية، وجهود المخصلة وحرصه لإبراز دور المسرح الشبابي والنهوض به في كافة المستويات، كما تقدم بالشكر إلى أعضاء لجنة التحكيم وأعضاء اللجنة الفنية للمشاهدة، وإلى كافة اللجان العاملة بالمهرجان التي تحملت أعباء المسؤولية، وكان لها الدور الكبير لإنجاح كافة التحضيرات لأنعقاد فعاليات المهرجان بهذه الدورة.
توصيات اللجنة الفنية
ومن ثم صعد خشبة المسرح د. عبالله العابر رئيس اللجنة الفنية للمشاهدة في المهرجان، وألقى كلمة تضمن توصيالت اللجنة، حيث قال أن اللجنة الفنية للمشاهدة للمهرجان قامت بمهامها المنصوص عليها باللائحة، وهي التقييم والمتابعة الفنية للعروض المسرحية التي تم ترشيحها في المسابقة الرسمية للمهرجان، ولقد بدأت أعمالها منذ شهر أكتوبر من العام الماضي من خلال قراءة النصوص المسرحية والاجتماعات مع الفرق المسرحية المشاركة بالمهرجان، والمتابعة الميدانية الفنية للتدريبات الخاصة بالعروض المسرحية.
وتطرق إلى التوصيات: “تتقدم اللجنة الفنية للمشاهدة بالمهرجان بخالص الشكر والتقدير للهيئة العامة للشباب لقرارها بشأن ترشيح العرض المسرحي الفائز بالجائزة الكبرى في كل دورات المهرجان لتمثيل دولة الكويت في المهرجانات المسرحية الخارجية، وتوصي اللجنة بتقديم الدعم المالي للعملية الإنتاجية الخاصة بالفرق المسرحية المشاركة بالمهرجان، وذلك دعما منها للشباب المسرحي مما ينعكس إيجابيا على المستوى الفني للعروض المسرحية”.
المرحلة العمرية .
ويضيف العابر: “كما توصي اللجنة بأن تكون المرحلة العمرية الخاصة بمخرج العرض المسرحي الذي يحق له التنافس على جائزة الإخراج المسرحي لتصبح 18 عاما بدلا من 21 عاما، وتوصي اللجنة بأن يتم توحيد الجهود بين اللجنة الفنية للمشاهدة بالمهرجان، ولجنة الرقابة المسرحية في وضع الآليات المشتركة والتي من شأنها أن تعود بالفائدة الفنية للعروض المسرحية المشاركة بالمهرجان، وتقدم العابر بالخالص الشكر إلى الهيئة العامة للشباب لإقامة هذا المهرجان الداعم الأول للحركة المسرحية الشبابية الكويتية، كما تقدم العابر بالشكر إلى كافة الفرق المشاركة في المهرجان”.
الشخصية المكرمة
بعد ذلك قدم فيلم تلفزيوني عن الشخصية المكرمة الفنان القدير الرائد عبدالعزيز السريع، بعدها قام مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري ورئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول ورئيس فرقة مسرح الشباب المخرج عبدالله البدر بتكريم الفنان السريع وسط تصفيق حار من الحضور.
السريع: “خصلة وفاء الكويت”
وأرتجل السريع كلمة خاطب الحضور قائلا: “شعرت اليوم فعلا لدينا في الكويت خصلة الوفاء والتكريم والتقدير، وان الكويت بخير بفضل القيادات والعمل المؤسسي، وانا انصح المعهد العالي للفنون المسرحية والذي أتوسم الخير في العميد د. علي العنزي في أن يقوم بتخريج مسرحيين للساحة المحلية، وألا تكون عروض المعهد فقط أكاديمية ونخبوية يتم تصديرها للخارج، وأن يعود الجمهور للمسرح، كذلك نحن منذ ٥٠ عاما والدعم لايزال ١٦ الف دينار فقط”، مستذكرا الفنان الراحل حمد الرجيب الذي كان له دورا رائدا بهذا الجانب.
مراسم التكريم
أعقبها قيام المطيري وعبدالرسول والبدر بالصعود على خشبة المسرح، حيث جرت مراسم التكريم، حيث تم تكريم رجل الاعمال عبدالرحمن شيخان الفارسي، كما شمل التكريم نخبة من الفنانين الرواد والشباب، وضمت المخرجين المسرحيين القديرين السيد حافظ من مصر، ود. عبدالكريم بن علي من سلطنة عمان، إضافة إلى كلا من الفنانين خالد أمين وخالد البريكي ومنى شداد وعلي الحسيني وميثم بدر وشهاب جوهر والكاتبة تغريد الداود.
السيد حافظ: “أنحني لهذا المسرح العريق”
وأثناء تكريمه خاطب المخرج المسرحي القدير السيد حافظ الحضور قائلا: “اشعر بالفخر وسعيد بالتكريم وأنحني لهذا المسرح العريق، كما يسعدني رؤية صديقي عبدالعزيز السريع، كما اقبل جبين الكويت وشعبها ومسرحها الرائد”.
لجنتي الفنية والتحكيم
كما تم تكريم اللجنة الفنية للمشاهدة المكونة من الرئيس د. عبدالله العابر، وعضوية كلا من د. نوره العتال، الفنانة سماح محمد، الفنان عبدالله التركماني، الفنان محمد الربيعان، كما تم تكريم أعضاء لجنة التحكيم برئاسة د. محمد مبارك بلال، وعضوية كل من الفنان حسين المفيدي، ود. أحلام حسن، ود. ابتسام الحمادي من الكويت، الكاتب المسرحي السعودي فهد ردة الحارثي، المخرج المصري مازن الغرباوي، الفنان السوري بلال مارتيني، بعدها أعلن مدير عام الهيئة العامة للشباب انطلاق فعاليات المهرجان.
“حين يسدل الستار”
وأعقب ذلك تقديم العرض المسرحي “حين يسدل الستار” لفرقة مسرح الشباب للمؤلفة تغريد الداود، والمخرج محمد الشطي، تمثيل حنان المهدي وفهد البناي ومشاري المجيبل، وتطرق العمل إلى ما يدور خلف الستار، والأشياء المخفية، حيث صورت ما ما يحدث لبطل العرض المسرحي يوما بعد أن تخف عليه الأضواء، ويرحل الجمهور عنه، وقد يظن البعض أن الأدوار تنتهي في المشهد الأخير، لكن لا يعملون أن ما يواجهه الفنان بعد انتهاء العرض المسرحي أكثر بكثير.