اقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة والسفارة اليمنية في أبوظبي بليلةً يمنية حفلت بالقصيدة والأغنية والفلكلور ،. بحضور سعادة السفير المهندس فهد المنهالي سفير الجمهورية اليمنية في الامارات، وسعادة محمد قطيش القنصل العام وكوكبة من السلك الدبلوماسي، حيث استقبلهم الشاعر والكاتب الصحفي حبيب الصايغ رئيس مجلس الادارة، الامين العام للاتحاد العام للادباء و الكتاب العرب، ومحمد شعيب الحمادي عضو مجلس الإدارة، رئيس الهيئة الادارية في الاتحاد بابوظبي، و عبدالرحمن نقي البستكي عضو مجلس ادارة ومدير الادارة الاعلامية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
الامسية اليمنية الفنية التي تقام لأول مرة في أبوظبي تميزت بجمهور عريض من الكتاب و المثقفين والحضور اليمني، وقد ثمَن المشاركون والمتداخلون عالياً الدور الذي يؤديه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القاىد الأعلى للقوات المسلحة، ودعمه للجهود المتعاظمة على الصعيدين السياسي والعسكري، نحو تحرير التراب اليمني بالكامل، واستعادة الشرعية، والمحافظة على أمن المنطقة والمقدسات.
بدأت فعاليات الليلة اليمنية بعرض فيلم وثائقي عن اليمن وجمالها المتنوع بين الجبل و السهل و الشاطىء وركز الفيلم على الزوايا الجمالية السياحية و تاريخ اليمن العابق بالقدم، واحجية التاريخ وممالكه التي شيدت الحضارة .
تحدثت الندوة عن تاريخ الاغانية اليمنية وتنوع مدارسها الفنية وتاريخها الضارب في القدم ، وركزت الفعالية التي ادارتها وشاركت فيها الاعلامية لارا الظراسي مع الباحث في التراث ضم
اليمني بدر بن عقيل الذي حلّق في عوالم الجمال اليمني ، متحدثا على تاريخ الاغاني و اسرار بعض قصص الاغاني الشهيرة التي نتغنى بها في اليمن والخليج العربي مثل اغنية ( شلنا يا ابو جناحين) التي كتبها المحضار و صدح بها ابوبكر سالم بلفقيه.
وتحدث بن عقيل عن مفردات الجمال في الغناء بمختلف الوانه اليمنية ، وسلط الضوء على المدارس الغنائية الفنية وعلى المدرسة العدنية و اللحجية و الأبينية و الحضرمية و الصنعانية، وكشف للحضور اسرار كل مدرسة وتفاصيلها الموسيقية.
كما تميزت الفعالية بلوحات راقصة تعبر عن تاريخ الاقدام الصغيرة التي كانت تبتهج بالصيد على السواحل فترقص، وتبتهج بموسم جني المحصول فترقص، وتستعد للحرب فترقص ايضا، لتترك اقداماً قادرة على ادهاش العالم بالحياة بكل وجوهها المتنوعة.
اللوحات الراقصة كانت تصاحب “فرقة النخبة” التي امتعت الحضور باغانٍ من التراث اليمني في كل محافظاته.
على هامش الفعالية أقام المنظمون معرضاً للازياء اليمنية والحلي والاكسسورات من مختلف المحافظات اليمنية الـ22، كما ضم المعرض طقس “الشاهي الحضرمي”، العتيق والذي اسعد الجمهور، كذلك اكلات شعبية يمنية اعطت للامسية روح اليمن بكل الوانها اليومية.
اختتمت الامسية بمسك إماراتي، حيث القى الشاعر الاماراتي الكبير حبيب الصايغ قصائد حضرت فيها اليمن، وتحدث عن قصيده كتبها ، عام 1980م يتحدث بها عن صنعاء و البردوني ، كانت قصيدة الصايغ نبوءة تتحقق الان، نبوة تحكي عما يحصل بكل نمنمات الامل ونزيف الدم، بكل شجن الشعر وتجليات الجمال كان يُخاطب الشاعر اليمني البردوني ويتحسر على صنعاء التي أحبها و لم يتمشى في ظلالها الشفقية التي كانت منبع للشعر.
كانت القصيدة تعبر عن عيون الحاضرين، وتفتح لهم موال السؤال وحشرجة الاجابة.
في القصيدة الثانية يخاطب الفلسفة والمعنى والاسئلة التي تدور حولنا ونجابة الحياة بحثاً عن اجابة، في المعنى و في التاريخ، لهذا يقول الشاعر حبيب الصايغ: نحبك رمزا في الفؤاد ونهتدي، إلى عرش بلقيس ولانسال الجنا ، لاننا جننا قبل جنك يألتي كأنا خلقنا منك أو خلقت منا .
القصيدة الاخيرة أهداها الصايغ إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وهي احدث قصائده.
وقد ترجم من خلالها مشاعره ، فقال:محمد ذاك اسم المروءة رائياً،إلى صهوات دونها الدهر رائيا، فأطلقه في جده ما بدا له، وقيدني في سعده ما بدا ليا ،محمد يا مرجوَّ شعب مؤثل
فبوركتَ مرجواً وبورك راجيا.
واختتمها بقوله:
ونستقبل الأيام والحب قائدٌ
فذلك جيش الحبْ أفنى الأعاديا
إلى أن رأينا كيف يستدرج الغوى
فؤاد الهوى حتى يكون يمانيا