بقلم: هدى خان
ذات يوم في المشفى التي أعمل بها تبادلت الحديث مع صديقة لي عن كيفية التعامل مع زملاء المهنة فقالت لي حرفيا: (لازم تحطي عينك بعينهم لما تكلميهم عشان يعرفوا إنك قوية و صوتك ما يكون أقل منهم) فتساءلت حقا هل اختفى الحياء وصار عيبا على الشخص أن يمارسه؟
أنا أؤمن أن الاحتشام والحياء للجنسين لا يكون فقط عن طريق الملابس التي نرتديها بل أيضا بنبرة الصوت وطريقة الكلام وكيفية تبادل النظرات مع الطرف الآخر وانتقاء الكلام الذي نتحدثه.
والحياء لا يمارس فقط مع الجنس الآخر بل لكل من عمل لك معروفا مهما كان حجم ذلك المعروف كبيرا أو صغيرا ابتداء بالآباء والأمهات والأزواج و المعلمين انتهاء بعمال النظافة فصوتك لا يعلو عليهم ولا تؤذيهم ولو بشيء بسيط كإلقاء المخلفات في الأرض لأنك تحترمهم وتحترم نفسك في المقام الأول.
تقول لي صديقتي: (استحي أن أعمل باللباس الطبي الأبيض وإن كانت به بقعة صغيرة) لماذا نستحي من لباسنا إن كان متسخا قليلا ولا نستحي من تصرفاتنا ونحسنها؟ هل صار المظهر الخارجي أهم بكثير لدينا من أخلاقنا ونياتنا؟
.قبل أن تقوم بشيء خاطئ وإن كنت وحيدا فقط انظر لأعلى. فقط
وستتذكر أنه يراك وتخجل ولن تقوم بما كنت تنوي فعله واحتسب واصبر فالحياء شعبة من الإيمان..وإن لم تستح فاصنع ما شئت.