أجرى الدكتور السعودي حامد الودعاني استشاري جراحة السمنة والمناظير بمركز الموسى لجراحات السمنة بمدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء جراحة نادرة لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات وتزن 85 كيلوجراما، بعد تشخيص الحالة اتضح انها مصابة بمتلازمة (برادر ويللي) Prader-Willi syndrome، التي تسبب شعور دائم ومزمن بالجوع يؤدي إلى الأكل المفرط وسمنة مهددة للحياة بالإضافة الى صعوبات ادراكية ومشاكل سلوكية، وعدم القدرة على الحركة بشكل سليم، وتنتج هذه المتلازمة عن خلل جيني غير معروف السبب حتى الآن.
أوضح الدكتور الودعاني: تم اتخاذ قرار الجراحة بعد متابعة الحالة لمدة ثلاثة أشهر، وبعد سلسلة مراجعات على مدى سنتين عند عيادة الغدد الصماء والسكري، وفشلت فيها كل العلاجات التحفظية، فقد كان وزن الطفلة يتزايد بشكل مستمر الأمر الذي سبب لها صعوبات في المشي واختناقات في التنفس أثناء النوم نتيجة سمنتها المفرطة، ومن خلال الفحص السريري لها اكتشفنا اصابتها بفتق سري أيضًا يستلزم الجراحة .
كان القرار هو اجراء جراحة تكميم معدة مع اصلاح لهذا الفتق، فبعد تقييم الفريق الطبي المكون من أطباء الأطفال والتخدير والحساسية والصدر، وبعد إجراء كافة التحاليل والفحوص الطبية الكاملة قمنا بإجراء عملية تكميم معدة واصلاح للفتق السري، والتي تكللت بالنجاح بفضل من الله سبحانه وتعالى.
أوضح الدكتور هشام سليمان – استشاري ورئيس قسم التخدير – أن الأطفال المصابين بهذه المتلازمة يشكلون تحديًا كبيرًا لقسم التخدير قبل التدخل الجراحي، لأنهم يعتبرون من الحالات الصعبة والمعقدة، وقمنا باختيار أحدث وأدق أدوية تتناسب مع الحالة بجرعات في غاية الدقة، واستمرت العملية 45 دقيقة، كما أضافت الدكتورة إيمان أبو المجد، أخصائية التخدير، والتي شاركت في تخدير الحالة أنه تم التجهيز للجراحة قبل العملية بـ 6 ساعات لأنها كانت تعاني من مشاكل كبيرة في عملية التنفس.
ومن داخل قسم العناية المركزة للأطفال بالمستشفى قدّم لنا الدكتور أسامة قطيع – رئيس القسم – شرحًا لما تم مع الطفلة، وقال: بعد انتهاء الجراحة مباشرة تم استلام الحالة بالعناية المركزة للأطفال، حيث كانت تعاني من صعوبة شديدة في التنفس وظلّت على جهاز التنفس الصناعي لمساعدتها على التنفس بشكل صحيح، مع المراقبة الحثيثة لكافة الوظائف الحيوية لها لمدة 48 ساعة، وخلالها تم اعطائها الأدوية المناسبة للربو للحفاظ على التنفس السليم.
ففي غضون أسبوع وقبل خروجها من المستشفى فقدت الطفلة 5 كيلوجرامات من وزنها .
خرجت الطفلة من المستشفى وفق نظام غذائي ورياضي محدد، وقد بدى عليها التحسن في السلوك العام مع فقدان الشراهة للطعام، مع تحسن في التنفس وخاصة أثناء النوم، وبمتابعتها في العيادة بحسب الدكتور حامد الودعاني: استطاعت المشي بصورة طبيعية دون الاستعانة بكرسي متحرك.
خسرت الطفلة حتى الآن 20 كيلوغرام من وزنها خلال شهر واحد ومتوقع أن تستمر في النزول لتصل للوزن المثالي.