أنجز قسم الدراسات والدعم الفني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير دراسة خاصة بمشروع منتزه المحفار، وسلمها إلى بلدية محافظة تنومة تمهيدا لطرح مناقصة استثمارية لتنفيذ المشروع.
وبحسب مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بالمنطقة المهندس محمد بن عبدالله العمرة فإن الدراسة استثمرت جماليات تجمع النسور في المنتزة لإيجاد معلم سياحي مميز، يأمل أن يجد مستثمر لتنفيذه، إذ من المتوقع أن تصل تكلفته إلى ١٥ مليون ريال.
ونوه العمرة بتميز الموقع المطل على سهول تهامة الذي يبعد عن الشارع الرئيسي للمحافظة “طريق الملك فيصل” مسافة ٤ كم، ويتم الوصول إليه من خلال طريق يمر بين قرى ريفية مأهولة بالسكان، مضيفا أن منتزه المحفار حاليا يحتوي على مسجد ومبنى خدمي مهجور ومبنى فندق مكون من دور أرضى وثلاث أدوار وجلسات مغلقة خارجية ومظلات، رغم ما يحويه من طبيعة خلابة تضم مناطق غابات كثيفة ومناطق صخرية ووجود مناسيب مختلفة ومطلات رائعة تطل على المنتزة وتهامة.
وتابع: “عمل بشكل رئيسي على تطوير المنتزه ووضع أفكار تصميمه ليكون منتجع بيئي بشكل عام مع بقاء استخدام الفندق فيه، في حين أن عناصر التطوير عبارة عن تطوير الطرق القائمة حاليا والتقليل من تداخل الإسفلت مع المنتزه وعمل طرق تتناسب مع البيئة ومواقف السيارات وباصات النقل الجماعي وتطوير واجهات الفندق وعناصره من الداخل ليصبح فندق ٣ نجوم، وتجديد حديقة الطفل لتكون أكثر جاذبية، وتهيئة جلسات مطلة على المنتزه وتهامة تكون مناسبة للبيئة ومطل خاص لرصد النسور المتواجدة بالمنتزه وجعلها نقطة جذب سياحي، وتقديم الخدمات التي يحتاجها الزائر من مسجد ودورات مياه وسوبر ماركت وكافتيريا ومطعم وعمل نزل بيئي يحتوي على أكثر من ٢٥ وحدة ليكون هناك نزل الغابة وآخر صخري تكون ملائمة مع الطبيعة المتاحة”.
ولفت إلى أهمية إجراء العديد من التعديلات على الفندق، وإضافة مبنى ملاصق على الواجهة بعرض ٦ أمتار بطول الفندق من الواجهة الرئيسية لتصبح عبارة عن غرف مطلة على الجهة الشرقية، ثم إقامة جلسات مكشوفة للغرف على تهامة من الجهة الغربية للاستمتاع بالطبيعة من خلال استقطاع حوالي متر ونصف من الغرف القائمة مع أهمية أن تكون واجهات الفندق مكسوة بأشكال تعبر عن طبيعة الموقع وبقاء الفكرة الرئيسية ومساحة من الزجاج في الواجهة لتحقيق أكبر استمتاع بالمناظر الطبيعية، وأن تكون هناك إضاءة هادئة، ناهيك عن الاهتمام عند تصميم النزل البيئي وسط الغابة بعدم المساس بكثافة الأشجار وكذلك الحرص عند إنشاء النزل الصخري من تشكيلات الصخور والحفاظ على شكل الطبيعة في الموقع.
وختم: “حدد ٨ مواقع تجمع للنزل الصخري، والاستفادة من شكل طبيعة الصخور، وعمل ممر رئيسي يرتفع عن الأرض بعرض حوالي ٢.٥ متر ليتسنى الاستخدام الأمثل للعربة”.
من جهته، أثنى رئيس بلدية تنومة عبد الله محمد الرياعي على الدراسة المميزة التي تقدمت بها هيئة السياحة لتطوير المنتزه، ممتدحا جمال إطلالته والذي يتوقع أن يكون من أهم المعالم السياحية في المنطقة، مضيفا أن وجود النسور في أحد جبال المنتزه والإطلاله على سهول تهامة ذات الأشجار الكثيفة ومتابعة الغروب والشروق وسط هذه الغابة خلف جبل منعا تعتبر جماليات استثنائية.
وأكد أن الدراسة التي سلمت لبلدية تنومة من قبل السياحة تعتبر شاملة، وأنه يجري حاليا إنهاء عقد المستثمر القديم للموقع ليتم طرح مناقصة استثمارية، على أن يكون تنفيذ دراسة السياحة وكافة المقترحات من أهم شروط قبول المستثمر الجديد، وتكون مدة التنفيذ سنة وإلا يتم إلغاء العقد وتسليمه لجهة أخرى.