خلال زيارتنا مؤخراً ضمن الوفد الإعلامي لدعم ملف ترشيح قرية رجال ألمع لتسجلها ضمن التراث العالمي ، وأثناء تواجودنا ببهو فندق قصر أبها .
هناك لوحة تعلو رؤسنا ، تقف شامخة ، وتسترعي انتباه كل زائري وقاطني ذلك الفندق ، تحتل حيزاً كبيرا من بهو الفندق .
وكعادة الزملاء وحسهم الإعلامي سأل أحدهم ” وش سالفة ها اللوحة “.
عندها قام الرائع خلقا وشعرا وفنناً سعيد العليان ووقف بشموخ استلمه من تلك اللوحة الرائعة ليحكي لنا قصة من قصصة الرائعة فقال:
هذه اللوحة سلمكم الله لها حكاية لا تنسى .
منذ ما يقارب الأربعون عاماً زار أحد المستشرقين منطقة عسير وتجول فيها لمدة عشرة أيام وقام بتصوير كثير من الأماكن السياحية والأثار بالمنطقة ثم عاد إلى بلده فرنسا .
بعدها قام بنشر مذكراته حول رحلته تلك في أحد الصحف الفرنسية الشهيرة ، والتي قامت بعرض صورة كبيرة في الصفحة الأولى لفن ” القط” العسيري وهو عبارة عن رسومات خاصة برجال ألمع وعسير تستخدم في الرسم على الجدران باساليب وفن خاص تتقنه النساء يختص بتزيين مجالس البيوت من الداخل ، وتستخدم فيه الألوان المستخرجة من الطبيعة ، وأضح الخبر أن المستشرق قد التقى بالعمة فاطمة بنت علي أبو قاحص لكونها الأشهر برجال ألمع في هذا الفن .
تحدث المستشرق باسهاب عن فن ” القط” وعن الفنانة.
وتشاء الصدفة أن يكون أحد منسوبي أمارة منطقة عسير متواجد بفرنسا أثناء إجازته ولفت انتباهه الخبر الصحفي عن فن ” القط” في تلك الصحيفة والتي كانت كل دور البيع دائما ما تظهر الصفحة الأولى كنوع من التسويق وفن العرض .
اصطحب المسؤول معه تلك الصحيفة الناشرة لفن ” القط” وعرض الأمر فور عودته على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والذي كان يشغل انذاك منصب أمير منطقة عسير .
حينها قام سموه حفظه الله بتكليف أحد الأشخاص بزيارة العمة فاطمة رحمها الله واستيضاح الأمر منها والإطلاع على أعمالها وفنها ونقله واعتماده كجزء من هوية عسير .
بعد ذلك أمر حفظه الله بنقل جزء من هذا الفن الجميل على شكل لوحة مكبره ووضعه في أرقى وأجمل مكان ليراه القاصي والداني من الزوار ، ووضع اسم العمة فاطمة عليه عرفانا منه حفظه الله لها ودورها في حفظ هذا الفن الرائع .
فشكراً ” لعراب” الثقافة والفن السعودي ” دايم السيف ” ورحم الله العمة فاطمة .