قالت الفنانة الكويتيه سكينه الكوت مديرة التطوير في مجموعة طاهر القانونية للمحاماة ان الفن التشكيلى يجسد الواقع وماتمر به المنطقه العربيه عبر لوحاته
واستعرضت الكوت دور الإعلام والفن التشكيلي في مسيرة المرأة العربية
وذكرت ان اتاريخ المرأة العربية وكفاحها من أجل حقوقها الأساسية ، فقد كانت ضحية الموروث التاريخي والعادات والتقاليد ، حيث تصدت لذلك فخطت خطوات واسعة إتجاه حقوقها بوسائل يتيحها العصر ، حيث أن الإعلام هو سلاح هذا العصر ووسيلة حياتية مؤثرة في جميع أنشطة المجتمع ، كما يدفع به إلى التنمية لنشر الوعي بين الناس إتجاه إحتياجاتهم ، ودور الإعلام جلي في التنمية الإقتصادية كما هو أيضا في الجانب الإستهلاكي .
والفن التشكيلي لغة الحضارات يتحدثه الجميع ويفهمه الجميع أيضا ، وهو عامل ناقل للمعرفة والتأريخ عبر الأجيال وعبر الشعوب ، فقد أرّخ الفن التشكيلي للبشرية ونقل لهم أحداث التاريخ بشكل مرئي ، الفن التشكيلي كمادة ومنتج هو خلاصة مشاعر الفنان يضعها على لوحة من خلال فكرة يعبر بها عن نفسه .
كما أن الفن التشكيلي فن إنساني يمارسه الرجل والمرأة فإن للمرأة خصوصية في التعبير بهذا الفن عن مكنونها ، ورغم أن هذا الفن حديث فإن المرأة كانت لاحقة للرجل في هذا الإهتمام ، إذ أن التاريخ لم يبرز إلا حالات نادرة ومحدودة لدور المرأة في الفن التشكيلي للتعبير عن ذاتها ، وقد فرضت نفسها بعد ذلك في الحركة الفنية فحققت بإرادتها التغيير بظهور المرأة الحديثة المبدعة في الفن التشكيلي ، والملاحظ أن العرب بصفة عامة علاقتهم بالفن التشكيلي حديثة وبالتالي فإن المرأة كانت تالية للرجل الفنان في ذلك ثم إنطلقت المرأة الفنانة ترسم ما بداخلها من مشاعر وتتواصل مع الآخرين عبر فنها .
المرأة الكويتية إهتمت بالفن التشكيلي لأن تراثها كان أصله نابع من البيئة الصحراوية ، فكانت المرأة المنتجة فنيا في إطار إحتياجات المجتمع لبعض المواد مثل الأقمشة الصوفية (السدو) ثم إقتحمت المجال الفني الحديث على أسس علمية وفنية برزت بها كفن وطني ، وإستطاعت من خلاله التعبير عن قضاياها لتقتحم مجالات العرض الفني محليا وعربيا وعالميا، وبرزت العديد من الفنانات التشكيلية الكويتيات اللآئي كان لهن مساهمة حقيقية في نضج هذا الفن في بلدهن الكويت .
ويبن هذا البحث أن الإعلام صنو للفن التشكيلي ، فالفن التشكيلي ينتشر ويصل إلى المتلقي بإهتمام الإعلام به وإعطاءه مساحة للنشر ، فلم يعد مقبولا القول بأن هذا الفن هو فن للنخبة ، ورغم أن الفن التشكيلي بحد ذاته وسيلة إعلامية وإن كانت محدودة القدرة على الإنتشار، فإن الإعلام يشكل ضرورة حتمية لتقديم هذا الفن للعامة ، وعلى العموم لم يكن الفن التشكيلي في يوم من الأيام منقطع الصلة بالإعلام ، فقد كان له دور في نشره ولكنه يتطلب التوسع في هذا الدور ونقل مافاهيم وأفكار ومنتجات الفنان إلى جمهور المهتمين .
المرأة المبدعة في الوضع المتسارع للإعلام يستشف من نشاطها على توفر مذاق مختلف فنيا فيما تقدمه من ألوان وأفكار تبين قدرتها على إستخدام هذا الفن على الوجه الذي يحقق دور المرأة البناء ، مع الوضع في الإعتبار أن أهم المآخذ في قصور دور المرأة تباطؤ وعيها ومعرفتها لحقوقها ، وإن كان ذلك يأخذ في الوضع الراهن صورة الإرادة المنطلقة لتحقيق متطلباتها ، فقد كان نتاج ذلك أن تولت المرأة في الكويت مناصب متقدمة ورفيعة في سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وكان أجلَُ إنتصاراتها حصولها على حقها السياسي في الإنتخاب والترشيح بعد حرمان طال ، فإقتحمت البرلمان الكويتي بجدارة.
هذه المسيرة التاريخية للفن التشكيلي أجد نفسي في طياتها إذ بدأت هوايتي منذ بدايات معرفتي بالتعليم رغم قلة إهتمام الأسرة والمجتمع لمثل هذه الفنون ، ثم مع التطور وإزدياد الإهتمام الرسمي والشعبي بهذا الفن قررتُ أن أحترف هذا الفن وأضعه في إعتباري أن تكون نشاطاتي في هذا المجال دعم لقضايا المرأة والطفل على وجه الخصوص ، بالإضافة إلى محاكاتي للأوضاع الإجتماعية والإقتصادية القديمة والحديثة ، الأمر الذي دفعني لإقامة معارض خاصة ومعارض جماعية ومشاركات دولية معظمها تعنون بعناوين لقضايا مجتمعية تخص المرأة ، فكانت لمعارضي سواء التي كانت داخل دولة الكويت أو خارجها تعبير جاهدت أن يكون تعبيرا حقيقيا وواقعيا عن القضايا موضع إهتمامي ، وبعد هذه المرحلة الطويلة من العمل الفني الإبداعي أكون قد شاركت بشيء يسير في الحركة الفنية التشكيلية التي تساهم في التنمية المستدامة في بلدي ولدى كل متلق لتلك الأعمال ، وهذا ما دفعني إلى التشرف بالمشاركة في هذا المهرجان الكريم الذي أتوقع له النجاح والكثير من الفائدة .