استضافت جامعة الملك عبدالعزيز فريقا طبيا رفيع المستوى من العاصمة الألمانية برلين ، وذلك ضمن برنامج التعاون المشترك الذي تنفذه الجامعة واكاديمية ومستشفيات هوليوس برلين بوخ لفتح آفاق وخيارات التعليم الجديدة في ألمانيا للخريجين السعوديين من كلية الطب وخريجي الزمالة، وفتح برامج تبادل الخبرات الطبية في مجالات الانف والأذن والحنجرة وجراحات الوجه والتجميل. وتحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم.
وبدأت هذه الشراكة العلمية التي شهدتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في برلين ،ووزارتي الصحة والتعليم السعوديتين إثر دعوة تلقتها كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز في مارس الماضي لحضور فريق الإختراع السعودي “إبرة فدا” الذي يضم في عضويته كلاً من الدكتور عبدالكريم رضا فدا، مدير برنامج الزمالة والدراسات العليا لقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بالجامعة، استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة تجميل الوجه، وزميله المخترع المهندس مشعل هشام هرساني؛ مدير وحدة الابتكار بالجامعة. وذلك بهدف تطبيق هذا الاختراع في مستشفيات ألمانيا وأوروبا وتدريب الأطباء على العمليات مباشرة.
حيث قدم فريق الاختراع حينها التدريب للعديد من الأطباء وإجراء العديد من العمليات في مجموعة مستشفيات هيليوس التي تعدّ من أكبر المجموعات الشفائية في أوروبا وأحدثها طبياً. وتقدم خدماتها لمعالجة نحو مليوني مريض من خلال ستين مستشفى . وشهد الدكتور جاسر الحربش وكيل وزارة التعليم للبعثات والمشرف العام على الملحقيات الثقافية تلك الانطلاقة وسط حضور العديد من الطلبة والطالبات ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .
ولفت الاختراع السعودي حرص الأطباء على التدريب وحضور العمليات من كافة مستشفيات أوروبا لرؤية التكنولوجيا المستخدمة في هذا الاختراع والتي بسطت هذا النوع من العمليات، كما تمت مقابلة المرضى ، والإرشاد الطبي الأسري ، وإجراء العمليات مباشرة أمام العديد من الأطباء القادمين من عدة مستشفيات ألمانية للتعرف على استخدام الإبرة في هذه العمليات ، حيث عبر الأطباء عن إعجابهم وسعادتهم بهذا الاختراع التي تتم في وقت قصير ، وتخلوا من التدخل الجراحي المعقد وبدون نزيف ، لتتوالى بعدها عدد من العمليات المعقدة التي تثبت في كل مرة نجاحاً فائقاً .
ورحب معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن اليوبي بالوفد الألماني من مستشفيات هوليوس بوخ برئاسة البرفسور مارك بلوخن رئيس أقسام الأنف والأذن والحنجرة والراس والعنق والبروفيسور مارتن ستريك رئيس أقسام الجراحة العامة بالمستشفى والدكتورة السعودية منسقة الزيارة الشيماء القرشي والحاصلة على البورد الألماني في تخصصها الدقيق الجيوب الأنفية.
وأكد اليوبي أن الجامعة دأبت على تسخير جهودها لدعم مثل هذه المخترعات السعودية مشيرا الى ان اختراع ابرة فدا يعتبر نواة لإختراعات قادمة وباب لأفاق جديدة من التواصل المعرفي ، وأكد حرص الجامعة على دعم ومواكبة الاختراعات في ظل الخطوات التي تسير عليها الجامعة وكلياتها.
ووجه اليوبي وكلاء الجامعة وعميد كلية الطب وفريق الاختراع على تطوير العلاقات بين جامعة الموحد واكاديمية ومستشفيات هوليوس بوخ وفتح آفاق وخيارات تعليمية جديدة في ألمانيا لخريجي كلية الطب وخريجي الزمالة، وتحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم حيث شكل لذلك لجانًا تنظيمية وعلمية بقيادة وكيل الجامعة عبدالله بافيل وعميد كلية الطب البروفيسور محمود بن شاهين الأحول ، ورئيس الانف والأذن والحنجرة والراس والعنق الدكتور هاني مرزوقي والعمل على تطوير العلاقات العلمية بنا يعود على الطلاب السعوديين مستقبلا .
وفي سياق التعاون الطبي ، قام الوفد بإجراء عمليات حية مباشرة ومعقدة، بغرض التعرف على الاختراع بشكل اكبر . كما نوه الوفد بما شاهدوه خلال هذه الزيارة وهذا المستوى الكبير من التعامل الثقافي والاخلاقي للشعب السعودي . وأكد الوفد انه ستكون هناك زيارات علمية متبادلة تهدف لخدمة وتطوير التخصصات العلمية المستهدفة .
الجدير بالذكر أن هذا الاختراع يحمل براءة اختراع رقمها 4109 من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهو عبارة عن ابرة طبية منشارية الشكل ومتناهية الصغر ، تم تنفيذها بتقنيتي النانو والليزر ۔ تقوم بنحت غضاريف الجسم عامة وبالأخص غضاريف الاذن ۔ وذلك لتصحيح الاذن الخفاشية دون الحاجة لعمليات جراحية.
ونشأت فكرة هذا الاختراع الذي استغرقت فكرته وتنفيذه أربع سنوات من ارض الوطن إثر مراجعة طبية للمخترع مشعل هرساني لعيادة الدكتور عبدالكريم فدا ، قادهما الحديث عن فكرة تدور في مخيلة الطبيب فدا وتحتاج إلى التنفيذ والتطبيق وهو ما قاد الفريق لإجراء دراسات مستفيضة وتجارب حتى خرجا بهذا الاختراع الذي يعتبر فتحاً طبياً جديداً في مجاله ، ليتم تصنيعه في فرنسا وعرضه في امريكا بجامعة ام اي تي وكليڤلاند كلينك ومن ثم اطلاقه من معرض الصحة العالمي بأمارة دبي ليتم تطبيقه مؤخراً في ألمانيا عائداً بعد ذلك الى ارض الوطن معلناً نجاح المسيرة العالمية ، محققاً للرؤية السعودية ٢٠٣٠ بمجال الابتكار والطب والتعليم والاقتصاد المعرفي من خلال إجراء عمليات اليوم الواحد ، بدلا من تنويم المريض في المستشفى لأيام بعد العملية مما يساعد على توفير الأسرة بالمستشفيات ، وتقليص العمليات الأكثر تدخل جراحي إلى اقل تدخل جراحي ممكن وبفعالية أفضل ، كما يساهم في تقليل وقت العملية وتقليل الآثار الجانبية على المريض من ألم وضماد وعناية وتقليل استهلاك اللوازم الجراحية ، وتحويل العملية من التخدير العام إلى التخدير الموضعي بالإضافة إلى تقليل فترة الاستشفاء ما بعد العملية وبالتالي عودة المريض إلى حياته الطبيعية.