ظن كثير من ضعاف العقول ، أن الإنسان يعيش في الحياة دون ابتلاء ليرتقي إلى سلم المجد والكمال.
أصحاب المفاهيم السقيمة ، والنفوس البغيضة ، دأبهم النظر الى عيوب غيرهم ، بل بعبارة أخرى استعصار عيوب غيرهم ولاينظرون إلى عيوبهم .
هل الدر ينقص قدره منتظما أو غير منتظم ؟ كلاهما سيان ، وصدق الشاعر لما قال :
فالدريزداد حسنا وهومنتظم
وليس ينقص قدرا غير منتظم .
ولقد قال الآخر :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم##
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ##
وتصغر في عين العظيم العظائم .
إن الفتنة التي دبرتها الأجهزة المعادية للملكة العربية السعودية لتشويه سمعتها أمام العالم في هذه الفترة ، وتلقتها الإعلام المروج بالكذب والزور القطري والمتمثل بقناة الجزيرة اغتر بها عدد من المغرورين الطماعين ، المتاجرين بالدين ، المتشايخين المتظاهرين بالعمائم سعيا لجمع المال.
قناة لامثيل لها في تاريخ الإعلام من أوله إلى اليوم ، فالإعلام فن وذوق وأخلاق ، ومتميز بالمصداقية والوضوح دون تجريح أو إساءة ، والأمر ليس كذلك ، قناة سياستها تجريح وإساءة ، بإشراف علماء نابغين في التهجم والتكفير والتفسيق لاسيما عند بلاد الحرمين وقيادتها الرشيدة .
هؤلاء اليوم من يديرون الفتنة العمياء ضد المملكة ، ذلك البلد الذي أعزه الله ،وشرفه بالحرمين الشريفين ، وجعله بلدا مقدسا إلى يوم الدين .
رأيناهم بالأمس عاشوا اعزاء كرماء ، فرشت لهم السعودية بساط التشريف والتكريم في مؤتمراتها وفي مناسباتها ، وكان الجزاء بالعكس .مابخلت المملكة بشيء ممااعطاها الله تعالى على الإنفاق في سبيل الله ، مراكزومدارس ومساجد ودورللأيتام ومستشفيات في العالم ، تأسيسها ورعايتها سعودية ،
لقد تحولت بعض القنوات الفضائية اليوم إلى قنوات للترويج والتضليل ضد السعودية بمشاركة زمرة من المتشايخين ، نهارهم ولياليهم تفسيق وتكفير لقادة الحرمين وأهل الحرمين ، فكأن ذلك تقرب إلى الله من خلال مفاهيهم السقيمة التي لاتسمن ولاتغني من جوع.
وبعد الحادثة المؤلمة حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقنجي - رحمه الله- في تركيا ، ثم صدور بيان المدعي العام السعودي على إثبات قتله ، وذلك لانتظار التحقيقات المستمرة عند الموقوفين ليتبين الأمر بجلاء ، لم تسلم السعودية من ألسنة المرجفين المعاندين تارة بحلقات في المساجد ، وأيضا خلال الفضائيات بفتاوى مفادها التآمر والخروج ضدها واجب شرعي عند منظورهم.
لم يتبين لهم الأمر من أن قيادة المملكة إعلانها عن ذلك أرادت تقديم درس للعالم أجمع على أن الصحفي جمال خاشقنجي له مكانة عظيمة في نفوس المجتمع السعودي بعد القيادة ، مواطن قام بخدمة وطنه خدمة رفعته إلى أعلى المراتب ، وأن قتلته سيلقون العقاب الرادع جزاء فعلهم الدنيئ.
ومن المضحك أن تشاهد على الفضائيات من يفجر نفسه حقدا وحسدا على بلاد الحرمين متظاهرا بالعلم والورع ، فكانه يوزع بطاقة دخول الجنة لأصحابها ، والنار لأصحابها ، ويلقي الإثم على الشعب السعودي بكامله على القضية المؤلمة ، فنسي من أننا ما نسيناهم بفتاواهم العدوانية المضلة المضللة قبل سنوات ، دعوة الشعوب إلى مايسمى بالربيع العربي ، وهو ليس ربيعا عربيا ، إنما هوخراب عربي ، استخدموا المنابر ، واستدعتهم الفضائيات للتحميس والترغيب ، فخرجت الشعوب ، ودمرت أوطانهم ، وأدخلت أنفسهم في الحروب والفقر ، لم نكن قبلكم نعرف حربا سوى تحرير القدس ، واليوم أوطاننا جميعا في قبضة مرتزقة الإرهاب والتطرف ، نريد تحريرها من أيديهم لنعيش سعداء أمناء كما كنّا من قبل .
نقول لكم يامن استحوذت عليكم أنفسكم بالتكفير والتفسيق ، هل نسيتم أن العواصم الإسلامية التي كانت منارة للعلم والثقافة اليوم مرتعا للإرهاب والتطرف ؟ أتريدون ماآلت إليه دمشق وبغداد وصنعاء أن تكون مكة المكرمة والمدينة المنورة مثلها في التخريب والدمار؟.
كنّا ننتظر منكم في فتنة مثل هذه الفتنة أن تكونوا ماءا باردا لإطفاء نارها، لم نكن نظن أنكم ستكونون وقودا لنارها.
نحن واثقون من أن التحقيقات مستمرة ، وأحكام القضاء نزيهة، قائمة على البينة والمصداقية ، وهذا ماعهدناه من القيادة السعودية الحكيمة ،من لدن المؤسس عبد العزيز - رحمه الله -إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان .
وبإذن الله سيزول هذا الغبار ، وتعود الأمورإلى نصابها ، وستبقى المملكة شامخة رافعة رأسها إلى سماء المجد والعلى ، وسيخسر الظالمون ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا