من مظاهر الترف الجنائزي الباذخ،والشطط الثرائي الجانح
أن تعمد بعض الأسر الموغلة في
التباهي بمظاهر الثراء الفاحش
إلى إظهار النزعة الاستعلائية
حتى في المآتم،وذلك من خلال
استئجار بعض( النسوة) ممن يجدن الصراخ والعويل ويتقن
لطم الخدود وشق الجيوب،
بهدف إظهار مستوى التغطرس
والكبرياء، ونمط التعجرف
والاستعلاء الذي تتسم به تلك
الأسر الجانحة مجتمعيا وإنسانيا
وجنائزيا،حتى في المآتم، وهو
مايطلق عليه(النائحة المستأجرة).
وهذا السلوك الاجتماعي(الشائن)
بنسحب تماما على حجم (التجحفل) الأيدلوجي في قضية الصحفي الإعلامي
جمال خاشقجي، يرحمه الله.
حيث بادرأعلام المتربصين
والكارهين،وإلى جانبهم أبواق
الحاقدين والكائدين، إلى
التباكي على روح خاشقجي
والمطالبة بدمه، وكأنهم هم
أولياء الدم،بل والأنكى من
ذلك والأدهى محاولاتهم
البائسة واليائسة في
(استغفال)الشعب السعودي
ومحاولة التظليل المكفهرة
بأنهم الأحرص على مصلحة
السعودية ومن الذابين عن
صون الحريات المزعومة
والديموقراطية الزائفة، هادفين
من وراء ذلك إلى هتك النسيج
الاجتماعي، وتشظية اللحمة
الوطنية، وتمزيق البنية
القيمية، التي ظلت وستظل عصية على الحاقدين والمارقين
والمتآمرين الذين طالما تحطمت
كل دسائسهم ومكائدهم على (قمة) الإصطفاف الوطني والإلتفاف الاجتماعي، الذي
ينسف كل محاولة تستهدف
شرذمتنا والقذف بنا في مفازات
الأيدلوجيا اللاهبة، ومتاهات الحزبيات
المقيتة ،والمذهبيات الجانحة.
ولعل ممازاد من استعار. ومغالات وتحامل تلك
الدوائر الإعلامية المخادعة
والماكرة الصمت(الحكيم) الذي
تحلت به المملكة العربية السعودية، سياسيا وإعلاميا
في بداية الأزمة، حتى يمكن
لتلك الأجندة الجائرة
والحاقدة أن تتقيأ أقصى ما
لدبها من غل دفين وحقد بغيض
على السعودية العظمى بقياداتها
الحكماء، وعلمائها الإجلاء ومفكريها الفطناء، وشعبها الأوفياء.
وفي غمرة(النياحة المستأجرة)
المقترنة(بحفلات التشفي) ضد
المملكة، وتجيشهم لكل من أمكنه الإنظمام إلى مسيرتهم التآمرية،نزل على رؤوسهم
الماكرة والمتآمرة كالصاعقة المدوية، الأوامرالملكية الصارمة، وبيان الحكومة السعودية الشفاف الذي
أصابهم بالفزع والذهول وطأطأ
رؤوسهم وفضح مؤامرتهم ونسف مخططاتهم،حتى أبان
لكل ذي بصر وبصيرة بأن
هؤلاء المتباكون على دم
(الخاشقجي) ماهم إلا ودائع
استعمارية ومعاول هدم تقويضة، ودوائر تربص أيدلوجية، لتحطيم الكيان السعودي العظيم الذي بوأه
الله مكان السيادة، ومنصة
الريادة محليا وقطريا وعالميا.
ولعل مما زاد من حنقهم وغيضهم على السعودية العظمى أن القرارات السعودية
الحصيفة جاءت ناسفة لكل
إرجافاتهم وتجحفلاتهم لاسيما
وأن تلك القرارات كانت على
مستوى عال من الحزم والانصاف ببعديها السياسي القاضي بإعفاءات إدارية واستخباراتية لرتب عليا،
وكذلك بمستواها العدلي
والقانوني والذي حدد الأشخاص المتهمين وتحويلهم
إلى النيابة العامة،تمهيدا لإحالتهم للمحاكمات الشرعية
العادلة ،التي لاصوت فيها يعلو
على صوت العدل والانصاف.
كما وأن تصريحات وزير الخارجية الاستاذ عادل الجبير وتأكيده على ان
(ماحصل مع خاشقجي يعد
خطأ كبيرا،وأن الملك سلمان
مصمم على محاسبة قتلة الخاشقجي)
كل ذلك أصابهم بالفزع وأسقط
كل الأوراق التي كانوا يراهنون
عليها، فطفقوا يخصفون على
أنفسهم من أوزار نظرياتهم
العارية من الموضوعية والمنسلخة
عن رداء الفضيلة متبجحين بضرورة (علانية التحقيق) وقبل اكتماله وذلك
للتدلبس على الرأي العام ومحاولة استرضاء مريديهم
ومن جندهم للقيام بهذا الدور
الآثم،وهم يعلمون يقينا بأن
(المحاكمات ليست عبر وسائل
الإعلام ،بل في منابرها العدلية
ومنصاتها الإنصافية).
ومع ذلك فإن العديد من البؤر والدوائر والفئات الإعلامية المغرضة وفي مقدمتها (قناة الجزيرة )التي
ألفت تأجيج الضغائن ضد السعودية تحديدا،أجهدت نفسها
وأذانابها في محاولة استثمار
واستدامة (قضية خاشجقي)
لمحاولة إحياء ما يسمى
(بالربيع العربي) الذي ذوت أزهايره المسمومة قبل أن تتفق
حينما هبت عليها عاصفة الحزم
من كل جانب فأحبطت مخططهم في البحرين،وأجهزت
على مشروعهم في اليمن، وساهمت في القضاء على مآربهم المارقة في مصر، ووقفت سدا منيعا وحصنا حصينا للحيلولة دون تسويق
حراكاتهم المارقة ومآربهم
العابثة، في العديد المحطات
التي حاولوا أن يزرعوا فيها
بذور الفتنة وموجبات الفرقة.
ومن عجب أن لا تتباكى تلك الدوائر الإعلامية المخادعة
على مايتعرض له الشعب اليمني
الأعزل من تقتيل وتشريد وتجويع وخطف وتعذيب من
لدن الحوثيين الذي اغتصبوا
السلطة والشعب والحريات
والثروات، كما مالم نسمعهم
ينوحون على (الروهنجبا)
وما يتعرضون له من أبشع
وأوحش وأشنع إبادة، كما
وأن مأساة الشعب السوري
الأبي لاتعدوا عن كونها عندهم
مجرد حراك إعلامي، ورباضة ذهنية للتباري في
التحليلات والتوصيفات.
وأما على المستوى الإعلامي
فإن اختطاف واعتقال وتعذيب
وقتل ،والإخفاء القسري لمئات
الإعلاميين في اليمن وسوريا
وغيرها لم يحظ بالاحتشاد
المأتمي، والنياحة المهنية على
النحو الذي استمطروا فيه
دموع التماسيح في قضية
الاستاذعدنان خاشجقي يرحمه
الله، مما يؤكد بأن هدفهم تشويه سمعة المملكة ومحاولة
توهين وإضعاف مكانتها المحورية ورسالتها العالمية
وآلياتها الإصلاحية والنيل
من إنجازاتها التنموية
واستراتيجياتها الاستثمارية.
ومن الأهمية وبمكان التذكير والتأكيد على أن كثيرا
من الأزمات المحلية والعالمية
غالبا ماتكون ناجمة عن تجاوز
أصحاب المهمات والأمانات
الصلاحيات المخولة لهم، وأن
تحديد مستوى تلك التجاوزات
ونوع العقوبات المناسبة هو
من اختصاص الجهات والدوائر
العدلية، وليس من وظيفة
الإعلام المؤدلج.
وإن الشعب السعودي بكل أطيافه ومكوناته ومستوياته
لم تعد تنطلي عليه مثل هذه
المؤمرات والدسائس وأنه يعي
جيدا بأن وطنه قد مر بالعديد
من الأزمات ومنها أزمة النفط في عهد الملك فيصل وأزمة الحرم المكي في عهد الملك خالد، وأزمة الخليج في عهد
الملك فهد،وأزمة البحرين في
عهد الملك عبدالله، وأزمة اليمن في
عهد الملك سلمان، ومع تعاظم
هذه الأزمات وحدتها إلا أن المملكة العربية السعودية دوما
تخرج من كل أزمة وهي أكثر
قوة وشموخا ولحمة واصطفافا ،وأن التاريخ
المنصف بشهد لنا بهذا الإرث
السيادي المشرف، كما وأن الشعب السعودي يعي بأنه بقدر مايحرز من النجاحات ويحقق
من الإنجازات،فإنه لن يكون في
مأمن من التجنيات والحملات المسعورة، ولكنه وبعون من الله
وبفضل التآزر والتلاحم بين القيادة والشعب ستكون له الغلبة،وسيجر الأعداء أذيال
الهوان والخيبة.
وستظهر السياسة السعودية
الحازمة والعادلة، وسيجلي
القضاء السعودي المتصف
والصارم بأن دم الكاتب
السعودي(عادل خاشقجي) يرحمه الله ، لن
يذهب هدرا، وأن المتباكين
المؤدلجين لن يجدوا لهم
خيمة يقيمون فيها عزاءهم المزعوم
،كما لن يجدوا لهم( نائحة
مستأجرة)، فليندبوا حظهم
العاثر ،ولينوحوا على أفول
مخططهم الماكر.
وليصم آذانهم ويقض مضاجعهم
شجي أصواتنا، ودوي ولائنا
لسلمان الحزم خادم البيتين،
ولسمو ولي عهده القوي
الأمين.
د/علي هيجان
المدير العام لاقتصاديات التعليم
الأسبق..بوزارة التعليم.