أرسل الله إلينا رسوله محمدا عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين ، فبلغ الرسالة بصدق وأمانة ، فدخل الناس في دين الله أفواجا.
وبعد توسع دائرة الإسلام ، وتلاقت الأمم والشعوب تحت الحضارة الإسلامية ، وتبادل المسلمون مع غيرهم بالثقافات ، كان الحق لهم أن يخرجوا إلى خارج ديارهم لينظروا وليتدبروا - كماأمرهم القرآن بذلك -فاختاروا بلاد الغرب سكنا لهم بأسباب .
وبعد انتقالهم إلى دور الغرب هناك من انتقل إليها للإقامة الدائمة أو المؤقتة بها ، هم إلى حد ماتربوا على قيم ومبادئ إسلامية ، الأمر الذي يساعدهم على الحفاظ على دينهم بصورة أكبر ، ولكن المشكلة الحقيقية في أبناء هؤلاء المهاجرين الذين يواجههم عدم وجود مؤسسات تعليمية إسلامية مستقلة إلا نادرا.
ومن المشاكل التي تواجه المسلمين في الغرب الخلافات المذهبية ، فمعظمهم حملوا خلافات مسبقة أتت نتيجة أمراض إجتماعية وفكرية من بلادهم إلى البلاد الجديدة التي نزحوا إليها ، وذلك فضلا عن الخلافات المذهبية في فهم الدين الإسلامي ومقاصده والتركيز على الخلافات الفقهية في الفروع.
وبعد هذه المشاكل هناك ما يجعلنا نطمئن على مستقبل الإسلام في الغرب هي الحرية التامة لممارسة الشعائر التعبدية تحت سقف العلمانية ، حيث المجتمتع الغربي يقوم على التعددية الفكرية ، وقبول رأي الأخر ، لذا وجدت المساجد ليتم اللقاء فيها بين المسلمين.
وكذلك الإندماج بين المسلمين والمجتمع في كثير من المناسبات كالأعياد والحفلات ، مما جعل السلطات تشاركهم في أعيادهم .
وكما ذكرنا أن الذي هاجر إلى الغرب هناك أسباب دفعته الى الهجرة ، إما بالفقر المتفشي في بلده ، فأراد الهجرة ليجد ضالته ، وهناك من هاجر فرارا من الظلم والقهر ، وهناك من هاجر طلبا للعلم ، فبتعدد النوايا لم يمنعهم حبهم الشديد لدينهم ، مما جعلهم يقومون بتأسيس المراكز والمساجد لتكون ملاذا أمنا للجيل المسلم في الغرب.
ودور العبادة في الغرب تختلف عن البلدان الإسلامية ، وذلك أن البلدان الإسلامية لها وزارات تقوم برعايتها وتمويلها ، أما في الغرب فالمسلمون هم القائمون على ذلك بأنفسهم.
ومن حسن تعامل المسلمين في الغرب مع غيرهم ، مما ألفت انتباه بعض البلديات والمحافظات تقديم تسهيلات للمسلمين كقاعات ثقافية لتعليم أولادهم العلوم الإسلامية ، فيمارسون فيها شعائرهم الدينيةكالصلاة وغيرها .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا