تبا لعقول عارية، جائز عليها التصدق بالستر من أهل الأدب، والأخلاق تقديرها لناس على قدر ثمن ما يرتدون، فإن التواضع لا يقدر بجميع ثروتهم، إن لم يكونوا حديثي عهد بالثراء.
ولائم أُعدت من لحوم البشر على شرف السخرية، والاستهانة من زاوية، ومن الزاوية الحادة، عقول منحدرة، آيلة للسقوط على جرف المسميات العالمية.
لست بحاجة لمخالفة مبادئك، وقيمك؛ لتتعايش معهم، أو تحذو حذوهم، وأن تكون قيمتك بقيمة ثمن حذائك الذي تنتعله، إن وقتك أسمى من أن تلتفت إليهم، فمن الأمثلة التي يصب ريعها في مصلحة هؤلاء: (كل ما يعجبك، وألبس ما يعجب الناس)،
لم نحمل أحدا عبء لباسنا، وطعامنا؛ ليحمل عاتقنا عبء إرضاء مزاجيته.
قد تكون عزيزي القارئ من الفئة القليلة التي لا تتفق معي، وإن هذا التصرف حرية في الرأي والاختلاف لا يفسد للود قضية.
قد يكون الوضع كذلك، حينما تستنجد برأي أحد ما بخصوص لبسك، أو تسريحة شعرك، أو أي أمر تريد أن تبدو عليه، ويبدي رأيه بأريحية تامة، وتستقبل تلك الآراء بصدر رحب تطبق ما تراه مناسبا منها، وتركن الأخرى، والشاهد على ذلك موقف من أكثر المواقف غرابة،
قضية تم الحكم فيها، وأُصدر القرار غيابيا على المتهم، والأسباب ما زالت غير مقنعة.
كنت مع بعض الزميلات على اطلاع بتجهيز لمناسبة ما، وكنا في صدد تجهيز قائمة المدعوات للمناسبة، تبين لي أنه تم استبعاد اسم سيدتين من القائمة، وحين سألت عن الأسباب كانت الإجابة (ملابسهم صح غالية بس الذوق يفشل)، فأصابني ما أصابني! فاعتذرت عن الحضور، ولم أحضر.
من خولنا سلطة الحكم على بشر مثلنا؟ ومن أعطانا حق التدخل فيما لا يعنينا؟ إن مظهر الشخص يبقى متبلورا في محوره الشخصي، وليس قضية رأي عام.
لذا، توجد خطوط حمراء تحرم على المتطفلين تجاوزها، تحت أي عنوان. باب (الميانة).
يقول الله عز وجل "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ".
ويقول رسولنا الكريم "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَال".
إن الله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة، يحب أن يرى أثرها عليه في ملبسه، وفي مأكله وفي شربه، والاهتمام بالمظهر، والهندام، كلها أمور حثنا عليها ديننا الحنيف من غير مغالاة، ولا تبذير، وأن لا نكون الوجه الآخر للعملة، وهدفنا جذب، أو إرضاء الفئة التي نتحدث عنها، وحب الزينة، ومواكبة الموضة فطرة إنسانية، وهي مطلب من متطلبات رفع ثقة الشخص بنفسه، وثقة الناس به التي من خلالها يستطيع توسيع دائرة معارفه، والاستفادة من أهل العلم، والخبرة، في محيطه على الصعيد العملي بصفة خاصة، والحياتي بصفة عامة، وتبادل المنفعة، والأخبار، والمعلومات، ويجعل وجوده منفعة لغيره، وأخلاقه هي من يناوب بالحديث عنه في غيابه، فالأخلاق هي أولا، وثانيا، وأخيرا.
نحن لسنا مجبرين أن ننفق ضريبة من التكلُف على جلوسنا، أو وقوفنا، واسلوب حديثنا، أهلنا وأقاربنا أعفونا من تلك الضرائب التي شرعها الحمقى، ومن حقنا اختيار محيطنا، وعلينا أن نجعل من وجودنا معنى، وسنجد الدليل.
2 comments
2 pings
زائر
08/08/2018 at 9:59 ص[3] Link to this comment
بوركتِ – وصدقتِ ..
الأخلاق والأخلاق والأخلاق فقط هي مقياس حكمنا وسواه ماهو إلا مظاهر وقشور ترضي فئة تافهة بعقولٍ سطحية ..
سلمت أناملك
abadi.alshawi
08/08/2018 at 11:41 ص[3] Link to this comment
?❤️