"هياط" الشارع
تغريد العلكمي
الشارع ليس ملكك.. ولا تملك حرية التصرف في المكان الذي يشاركك فيه الجميع.
حين نقارن ماحدث في شارع الفن بأبها قبل أيام بفن الشوارع الأجنبية فستكون المقارنة ظالمة فثمة فرق كبير بين مايقدم ويعرض في شوارعهم وبين مايعرض لدينا من ناحية نوع العرض والهدف منه ورأي الجمهور المتلقي وثقافته حول المعروض.
لدينا عرضت رقصة شعبية بطريقة ساخرة اشترك فيها رجل وامراة على غير العادة وعلى غير المتعارف عليه شعبيا وكان الهدف الاستعراض لا أكثر وربما بحثا عن الشهرة وعن التقاط الصور وإحداث ضجة في مجتمع يعشق الضجات الموقتة.
كما أن تلقي المجتمع للأمر طبيعيا بحكم غرابته في وسط شارع ينتصف مدينة من أكثر مدن المملكة تمسكا بالعادات والتقاليد وإلتزاما بالنقد الذاتي.
ما عرض في شارع الفن ليس إلا نموذجا لعقليات ثلة من شبابنا وفتياتنا وثقافتهم ومحور تفكيرهم الحالي وقد لا يمثل هذا التصرف الجميع لكنه أعطى صورة واضحة عما يدور في فكر الجيل الحالي من رغبة في الظهور ومن رغبة في انفتاح زائف لا يعرفون عن تفاصيله شيء.
بغض النظر عن الرأي الديني أو الفكري حول ما حدث فالمسألة مسألة ذوق اجتماعي وانتماء وطني فأنت في المكان العام لا تمثل نفسك وحسب أنت تمثل دينك ووطنك وأسرتك وتربيتك ومدينتك وأنت لست مخيرا بين احترام المكان العام من عدمه أنت مضطر ومجبر على الالتزام بقوانين وأنظمة المكان الذي تعيش فيه وإلا ماذا سيكون الفرق بين سكان المدن و"الغابات"!
ماحدث جعل للهياط جوانب جديدة يمكن أن تندرج تحت مفهومه فلم يعد متعلقا باستعراض الأملاك والمال والغنى بل أضحى ما يحدث من استعراضات عنصرية قبلية أو استعراضات مجاهرة بالمعاصي تندرج تحت مفهوم "الهياط" كذلك.
مشكلتنا تكمن في عدم إجادة التعامل مع المشاكل أكثر من وجود المشاكل نفسها فهذا موقف عابر وبسيط واتخذ فيه أمير منطقة عسير مشكورا قرارا حاسما وعاجلا فيما لازال المجتمع بين مؤيد ومعارض وكأن الأمر يستحق هذا الحجم من الجدل.
1 comment
1 ping
علي الشيخي
02/02/2018 at 10:30 م[3] Link to this comment
أشكرك على هذا الطرح الذي اصاب كبد الحقيقة ….. اتفق معك في ان طموحهم لا يتجاوز الشارع بمعنى البحث عن شهرة!!! وهذا يدخل في قانون المجاهر
أشكر الكاتبة المتألقة هنا وأسجل اعجابي في الطرح اتمنى ان يصل صوتك لمعالجة “” الهياط بجميع أنواعه