إن الإعلام وسيلة من وسائل الحياة للتواصل والتقارب ، فهو الذي يحرص على مواكبة حاجات الأفراد الفكرية والمادية عن طريق توفير المعرفة المناسبة للأفراد ، مما يساهم في تعزيز تفاعلهم مع المجتمع ، ومشاركتهم في الأحداث العامة.
فإذا خرج الإعلام عن غير ذلك فليس بإعلام ، إنما ذلك تزوير وتضليل .
لقد انتشر الإعلام انتشارا واسعا في هذا العصر بشتى الأنواع ، من فضائيات وصحافة وإذاعة ، ولاسيما الإعلام السريع المتمثل في التواصل الإجتماعي .
ولما كان الإعلام أداة تواصل وتقارب بين المجتمع بكافة أطيافه ، هناك من لايحسنون استعماله لإحياء رسالة التعايش والتعاون لإرساء مبادئ السلام والأمن والإستقرار ، فهم يجعلونها ذريعة لتحقيق أهداف قوم دون قوم ، وتفكيك الشعوب بل إبادتها وذلك تنفيذا لأجندات خارجية عن المحيط الإعلامي .
وهذا الأمر نلاحظه كثيرا في واقعنا اليوم ، فضائيات أمرها ترويج وتزوير إلى درجة أنها خرجت عن الدور الإعلامي الى دور الحرب الكلامي بالسب والشتم .
إن وسائل الإعلام المعادية للملكةالعربية السعودية إتخذت موقف التهجم والسخرية والإستهزاءبها بعد ما أعلنت أمانة مكة المكرمة - حرسها الله -أن مجموعة من الصراصير قد انتشرت في ساحات الحرم ، وتم تكليف فرقة تتألف من ١٣٨ فردا و ١١١جهازا يعملون على مكافحتها لأجل سلامة وراحة ضيوف بيت الله الحرام.
وسائل الإعلام المعادية نسيت من أن الحشرات في العالم أجمع ، ليست في مكان دون مكان ، بل إن انتشارها حسب المواسم السنوية .
ومما يلفت الإنتباه أن اللفظ المستعمل خلال إعلامهم البغيض من بي بي سي وغيرها فعل ( تغزوا) فكأن الأمر عندهم أمر عسكري من عندالله ، فالصراصير جنودأُرسلوا من عند الله لغزو الحرم ، وذلك لما تمتلئ قلوبهم به من حقد وحسد وبغض للحرمين الشريفين وأهل الحرمين .
إن الإعلام اتخذته الجهات المعادية لكل بلد لتحقيق مصالح شخصية ، وهذا مانجده دائما في كل قضية تتعلق بالحرمين هناك إعلام بغيض تم تجنيده وتسخيره ماديا ومعنويا للإفساد بدل الإصلاح والإرشاد .
نسي هؤلاء من أن الحرم محروس بعين الله ورعايته ، فالداخل فيه لم يزل آمنا مطمئنا بذكر الله ، وقصة أصحاب الفيل بقيت تعطي درسا لمن أراد الشر للحرم ولأهل الحرم .
أيها الإعلام المعادي : إن الصراصير وانتشارها في الحرم ليس انتشار غزو ، وإنما انتشار ها كانتشارها في العالم خلال المواسم .
فالأجهزة الأمنية متوفرة في الحرم ، تقوم بالنظافة والحماية والصيانة ، وذلك على ضوء القرآن الكريم ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) .
ثم القيادة الرشيدة الحكيمة التي لم تترك صغيرة ولاكبيرة لسلامة الحرمين وأهل الحرمين وزوار الحرمين إلا وتبذلها ابتغاء مرضاة الله تعالى .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا