قامت جمعية علمية أمريكية بتجربة اجتماعية عرضتها في الناشونال جيوغرافيك و التجربة تعنى بالأنماط الإنسانية و تفاعل البشر مع بعضهم بعض.
التجربة باختصار أجريت امام كراسي انتظار لعيادة جلس عليها سبعة ممثلين من اتباع الجمعية ثم دلفت اليهم شابة و جلست بينهم تنتظر كما ينتظرون.
فجأة رن الجرس فهبوا جميعهم واقفون ثم جلسوا بعد ثوان وبدون ان تفهم لماذا كانت قد وقفت معهم ثم اخذت اعدادهم بالتناقص حيث دخلوا العيادة و ظل الجرس يرن وهم يقفون والجديدة تقف معهم حتى انتهى العدد و دلف رجلا جديد ، و هنا المفاجأة حين رن الجرس وقفت ووقف الوافد الجديد معها دون ان يفهم لماذا و هكذا جاء وافد اخر ثم وافده و اكتمل عددهم كما كانت اعداد الممثلين في البداية و ظلوا يكررون الوقوف كلما رن الجرس.
مثل اخر أتذكر قصة ام تعلم ابنتها طهي السمك و قالت في البداية لابد ان تقطعي ذيل السمكة فتساءلت البنت لماذا؟ فحارت الام جوابا و اتصلت بالجدة لترد بكل بساطة ان في وقتها كانت المقلاة صغيرة على السمك فاضطروا لقص الذيل.
وهنا نسأل انفسنا كم جرس وقفتم عليهم دون ان تعرفوا أساس السلوك الذي بُني على. لعلها أفكار قد تكون بائدة و بالية و مع ذلك يتحول السلوك الى عادات ثم ارث مقدس لا يمكن المساس به فقط لأننا لم نسأل انفسنا لماذا؟
أتذكر انني سمعت دكتور في الجامعة حكى عن تجربته في الدراسة في أمريكا و كيف كان الطلاب العرب يهزون رؤوسهم موافقين اذا قال الأستاذ الأمريكي هل فهمتم ولكن حين سألهم تفاجا انهم لم يعووا الدر فوبخهم قائلا: أيها العرب ان لم تفهموا اسألوا.
بينما هو يتحدث تذكرت مدرس عربي حين نسأله عن محتوى الدرس الذي شرحه كان يوبخنا بقوله يبدو انكم لم تتنبهوا اثناء الشرح بدلا من ان يشجعنا لامتلاكنا الشجاعة لنسأل وهنا أي ملامة تقع علينا وقد تعرضنا للترهيب من ان نسأل
السؤال لا يعني الجهل وانما الرغبة في التعلم وهو امر يدعو للفخر ان لك الجرأة لتسأل بدلا ان تواري جهلك خجلا خلف قناع يمجد المعلم مهما فعل و نقول له سمعا و طاعة يا مولاي و هنا لا اعني بالمعلم أي المدرس بل ان كل صاحب علم يعتبر معلم و لكن علمه ليس حتمي وانما قابل للنقاش و الاقناع بكل اريحية والا سنمجد جهلنا قائلين سمعا و طاعة.
1 comment
1 ping
محمد مكرم
15/01/2019 at 1:01 م[3] Link to this comment
أحسنت اختيار الموضوع و المحتوى فإنها آفة مجتمعاتنا العربية لا شك في ذلك. القناعات المسبقة بدون فهم و قمع الرغبة في الفهم من جذورها و سياسة القطيع. كلماتك بسيطة و مختصرة لكنها جدا معبرة. شكرا لك.