رغم كل الحملات العالمية الظالمة المغرضة وكل مايتم توجيهه للمملكة العربية السعودية العامرة ..استطاعت أن ترد على كل هؤلاء بالفعل لابالقول والكتابة تحت أسماء مستعارة تتكاثر كالفطر بين عيشة وضحاها ، همها الأول والأخير كيل التهم والشتائم والتطاول على بلاد الحرمين ، والوقوف فى وجه رؤية المملكة الحداثية ، ومع كل هذا فقد نجحت المملكة خلال الأسابيع الماضية فى تنظيم و احتضان أكثر من ثلاث مؤتمرات فى فترات متقاربة ، وبحضور فاق التوقعات وأثبت زيف الحملات الإعلامية المغرضة الموجهة للمملكة ، بدأ بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي احتضنته مكة المكرمة ، برعاية سامية من خادم الحرمين الشريفين ، وبحضور أكثر من 1200 عالم ومرشد ، من مختلف المذاهب والمدارس والمشارب الإسلامية المتعددة ، فى مشهد يعيد الى الذاكرة مكانة المملكة العربية السعودية بين العالمين ، وما تعنيه للعالمين الإسلامي والعربي في صورة نادرة التشكل.
وقبل أن يجف حبر مؤتمر مكة المكرمة المشهود ، بسطت الرياض الفراش الأحمر أمام ضيوف حدث (الرياض عاصمة الإعلام العربي) من المحيط الى الخليج ، حيث جمعت المملكة العربية السعودية تحت سقف واحد مئات الإعلامين العرب من صحفيين ورؤساء تحرير ونقابيين وكتاب رأي وزوايا فى كبريات الصحف العالمية ، فضلا عن وزراء الاعلام العرب ، حيث كانت الرياض على مستوى الحدث وكان اختيارها من طرف جامعة الدول العربية لاحتضان الحدث وجيه ، لتوفر الأسباب والشروط ، والأهلية التامة ، فالرياض اليوم ورشة عمل وتطوير لاتتوقف وعلى مختلف الصعد والميادين ، لما ينفع الناس ويمكث فى الأرض ، ووسط هذ الجو العملي المرن بعاصمة الإعلام العربي ، ناقش إعلاميو العالم العربي بعاصمتهم ، واقع الإعلام وما يحاك للمنطقة من مؤامرات ، تخدم جهات بعينها ولا تريد للأمة العربية أن تتوحد على كلمة سواء وتكون شيئا مذكورا ، حيث تستخدم بعض المنابر الإعلامية فى مالا يخدم استقرار وقوة الأمة ، وكانت بعض هذه القنوات السبب فى تدمير أوطان بكاملها ، المملكة العربية السعودية تقود العالم العربي اليوم بلا منازع وتجمع العرب من المحيط الى الخليج على كلمة سواء ، وهي أن الإستقرار والأمن ووحدة الأمة فوق كل إعتبار.
كانت أول مرة أزور فيها مدينة الرياض الجميلة كما هو الحال مع أغلب زملاء الإعلامين العرب ، فاكتشفنا مدينة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتسير بخطى ثابت نحو التقدم والإنتاج والتطوير .. حيث تعتبر الرياض من أقدم العواصم العربية الضاربة فى جذور التاريخ وأقرب عواصم العالم العربي الى مهد الرسالة المحمدية ، أستقبلتنا الرياض بكل فرح وحبور ، بشوارعها الجميلة ، وأهلها الطيبون أخلاقا ومعاملة ..مدينة تسير بكل ثقة وهدوء نحو غد أفضل ..لها وللأمة.
رؤية المملكة الواعدة للعام 2030 ماثلة للعيان فى كل ممر ومنعطف ..وكل منعرج من منعرجات الرياض العامرة ، و التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي بدأ في تطبيقها على أرض الواقع فلم تكن شعارات ولا خطب إعلامية للإستهلاك ، سبيلا إلى نهضة اقتصادية فى المملكة العربية السعودية .. مدفوعة برغبة الشاب الأمير محمد بن سلمان بأن يكون للمملكة صوت فى الاقتصاد عاليا ويكون تأثيرها عالميا .. وتسير المملكة نحو تحقيق هذه الرؤية بثبات ويقين أن الرؤية ستتحقق وأكثر ، للتترك بصماتها على الاقتصاد العالمي لتأثر عالميا وليس إقليميا فحسب .
حفل "الرياض عاصمة الإعلام العربي" كان لوحة بديعة جمعت كل العرب أمام شاشة واحدة ، عرضت من خلالها المملكة تاريخها المشرق مع الإعلام والإنتاج فكانت الرياض عاصمة للإعلام قبل اليوم ، بل منذ عقود حيث بدأت قصتها مع الإعلام ، وقد عرض على هامش الاحتفالات أرشيف المؤسسات الإعلامية بالمملكة العربية السعودية حيث كانت مدرسة فى الصحافة والإعلام ومازالت تحافظ على مكانتها الرائدة فيه .
وقد أستلمت الرياض من بغداد مشعل الإعلام تحت الأضواء عرفاننا منها بقيمة الإعلام ومكانته ، وأنها أهلا لحمل المشعل ومواصلة المسيرة دون توقف...وأن تعيد للإعلام العربي مكانته التى سلب فى السنوات الأخيرة حيث غابت المهنية والصدق ، وتم تجنيد مؤسسات الإعلام فى بعض الدول لأمور تفرق أكثر من أن تجمع ..على أن تعيد الرياض بوصلة الإعلام فى العالم العربي الى الاتجاه الصحيح .
وعلى هامش فعاليات الرياض عاصمة للإعلام العربية ..شهدت المملكة العربية السعودية فعاليات ملتقى الميزانية حيث تمت مناقشة أكبر ميزانية فى تاريخ المملكة العرية السعودية ، من طرف الوزراء المعنيين وبحضور جمهور كبير من الإعلامين العرب والاقتصاديين والباحثين ، فكانت الرؤية المقدمة والاستراتيجيات التى يعمل عليها الوزراء بالمملكة وفق رؤية 2030 محل اشادة وإعجاب من طرف الجميع ...فالمملكة تسير بالاتجاه الصحيح وفق خططها المرسومة للمستقبل.
وللثقافة مكانتها المحفوظة فى رؤية المملكة الحديثة ، حيث كان لنا رفقة الإعلامين العرب شرف حضور فعاليات مهرجان الجنادرية ، وهو موعد سنوي لايخلف ، دأبت المملكة العربية السعودية على تنظيمه وبحضور الزوار من داخل المملكة وخارجها فكانت التظاهرة شريطا من التاريخ الزاخر للممكلة العربية و لماضى الأمتين العربية والإسلامية ، فكان الشعر حاضرا ، وأيام العرب ، والتراث المادي وللامادي الثري والذي يعرض لتاريخ المملكة الزاخر ..فكان للتجول فى زوايا معارض الجنادرية متعة لا توصف حيث يأخذك المعرض الى عصور خلت من التاريخ الاسلامي الناصع ، خاصة تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة حيث كان للمدينتين جناح خاص بهما فى فعاليات الجنادرية التى استقطبت الزوار الذين حجوا لها من بقاع ورقاع شتى من العالم .
ختاما لا أحد ينكر دور وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية المشهود فى نجاح التظاهرة ودعوة الضيوف الإعلامين من المحيط الى الخليج ، ليقفوا بأم أعينهم على ما وصلت اليه المملكة من تقدم وتطور ، فكان الواقع يتحدث .
المملكة اليوم ورشة عمل لاتتوقف وعلى مختلف الميادين الثقافية والاقتصادية والتنموية .. والشكر موصول لإدارة الإعلام الخارجي بوزراة الإعلام والى كل طاقمها ، وخاصة وكيل إدارة الاعلام الخارجي د.خالد الغامدي ، والذى بجهوده وحضوره على أرض الواقع طيلة مقامنا هناك وفريقه مرت الأمور بأحسن ما يكون ، حيث تركوا صورة حسنة عن المملكة لدى الجميع بخد متهم وتفانيهم من أجل أن تمر الأمور كما رسم وقد تم لهم ذالك .
والشكر موصول لطاقم سفارة المملكة العربية السعودية بنواكشوط ، وعلى رأسهم سفير خادم الحرمين الشريفين بموريتانيا د/هزاع المطيري ، الشخصية الدبلوماسية المرموقة والذي تمكن بجهوده الخاصة بالقفز بالعلاقات الموريتانية السعودية الى فضاءات أرحب ، تجسدت على أرض الواقع فى أكثر من مناسبة .