الأحداث والمواقف هي التي تؤكد مكانة العظماء ، وتُثبِت حكمة الحكماء .
وعالمنا اليوم بحاجة إلى أمثالهم لنزع الفرقة والخلاف ، والدعوة إلى الوحدة والوئام .
فمن الواجب على ذي عين البصيرة أن يلقي نظرته نحو الواقع الذي نعيشه اليوم من تمزق الأمم والشعوب ، وانتشار الفرقة والحروب ، كل ذلك مرده إلى الجهل وتغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة ، فأدى إلى التناحر والتقاتل بين أبناء البلد الواحد .
وبفضل الله تعالى وُجدت قيادة رشيدة حكيمة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود ، أرست قواعد مملكتها على دعائم التوحيد ، واستنبطت حكمها على ضوء الكتاب والسنة ، وأثبتت نفسها في المحافل الدولية باحترامها للمواثيق والمعاهدات الدولية ، فاكتسبت مكانة مرموقة لدى المجتمع الدولي .
فما من قضية من القضايا العادلة في العالم إلا وتجد للملكة دعما لها ، وأعظم قضية هي الفلسطينية ، التي لم تتغير موقف المملكة نحوها من دعم الشعب الفلسطيني لنيل كامل حقوقه في تقرير مصيره وإعلان دولته المستقلة على تراب وطنه ، وعاصمتها القدس الشرقية .
وفي هذه المرحلة التي يعيش العالم أزمات مختلفة تنعقد في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية القمة الخليجية ٣٩ بحضور قادة دول مجلس التعاون للخليج العربي بدعوة وتشريف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - تحت سقف المحبة والتعاون ، وإثبات الوحدة والترابط .
فالقمة الخليجية بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عند افتتاحها ، بعثت رسالة قوية للمتابع على أن الملك سلمان يملك قوة فكرية ، ويرسم سياسة ذات استراتيجية بعيدة المدى ، من حديثه عن مكانة الخليج العربي أمام المجتمع ، مرورا إلى دعم القضية الفلسطينية ، ثم التحذير من الخطر الإيراني حول التدخل في شؤون الغير .
فنالت المملكة شرفا وتقديرا للقمة ، وذلك بعد جولة خليجية وعربية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .
لقد انتصرت المملكة أمام وجوه أعدائها الذين بذلوا بكل ماأوتوا من قوة مادية ومعنوية لتشويه صورتها .
فبقيت المملكة محفوظة برعاية الله وقيادتها الرشيدة ، تواصل مسيرتها الريادية .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا