لحظة...
أنا لا أقصد
ما خطر في ذهنك !
ولا ما قصدته دعاء على أحدهم( لا سمح الله )
كنت في إحدى المحادثات أخاطب أحدهم ، ودار ناقش طويل بيني وبينه ، حتى أنني بلا شعور قلت له ( منك لله ) فغضب وثار وحصل ماصار .
حاولت تبرير قصدي، فلم يستجب لقصدي ولم يأذن بفهمي .
وفي نفس اليوم كنت في حديث مع أحدهم آخر ، نتحدث فيه عن (التغيير) الذي يبدأ من القدرة على إتخاذ القرار ، ثم يتعبه العديد من مراحل الإختبار ..
إختبار لقدرة النفس من الداخل لقبول هذا التغيير ،
ومدى مقاومتك بداخلك ،
ومقاومة من حولك لهذا التغيير ، فالعوامل المؤثرة فيه داخلية وخارجية .
إن إتخاذ القرار ماهو إلا بداية عمل يلزمه الكثير من الصبر والصلاة ( الدعاء ).
فقلت :
هي ببساطة تبدأ (بالاعتراف ) بضرورة التغيير ووقفه مع النفس وماحولها.
ثم تحتاج إلى ( التحمل ) لتصل إلى( التحرر ) من بعض الأوهام التي سايرتك في حياتك ،
ثم تحتاج إلى مزيد من ( الثقة بالنفس ).
وإن لا تشك بقدراتك .
فقال :﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾
قلت له : إنتبه...
كل ذلك لن يحصل إلا إن مقروناً بنية صالحة .
فقال :
( منك لله ) . !!!
استغربت !
أدهشني! ، واسكتني .
قال نعم : منك لله .
قلت : أحسنت
إن العمل مقرون بالنية ايً كان حالها ، ومآلها .
فهي موصولة بالله سبحان وتعالى . بين الخلق وبين الخالق ، ولا يعلم ما بنيتك إلا الله .
قلت له : بحثت في هذه الجملة فوجدت ان٥ها أقرب إلى المقصود( النية ) .
حتى وإن كان بعض الأشخاص يستخدمها حينما يجد مظلمة من أحدهم فيقول له : ( منك لله ) أي فوضت إلى الله أمرك لأ خذ حقي منك .
فهي بذلك تعني أيضا سيجازيك الله بما فعلت بما في نيتك تجاه الآخر .
فهي تظهر في مواطن كثيرة فقد قال سبحانه وتعالى معاتباً نبيه صلى الله عليه وسلم :
"لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ"
فهذا الأمر لله ولا يعلمه إلا هو سبحانه.
كما قال تعالى "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب"
فالعلاقة هنا مباشرة (منك لله )...
كما في قول الله تعالى:
" وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا "
وقع أجره على الله فهو حسيبه ، وكفيله ، يتولاه الله برحمته ، وكرمه وجوده ، إذاً يكون ( منك لله )
كما ماوردت في الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ( إنما الأعمال بالنيات ) فهي بينك وبين الله ( منك لله ) .
والحديث القدسي في الصوم ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )
فهو حاله لايعلمها إلا الله وهي بينك خالقك ، والله هو المجزئ.
إذاً هي ( منك لله )
وتأكد أن ذلك يظهر في العبادات والدعاء وكل الحركات والسكنات والأعمال
فقال لي : ( منك لله )
يا صديقي
لاتفسر أفعال الناس بفهمك ومقصودك . فلكلٍ مقصود وفهم ونيه .
اخلص في نواياك وابتغي فيها مرضاة الله ، و اعلم أن ذلك لا يعود إلا بخير فهو لك .. لنفسك ( إن احسنتم احسنتم لأنفسكم )
ابدأ قرار التغيير ،
ووكَل أمرك لله واخلص النية ،
فقلت له :
( منـــك لله )!
فهمت !؟
تحياتي .
2 comments
2 pings
هدى الحربي .. ام يزن
08/11/2018 at 3:55 م[3] Link to this comment
ماشاء الله فكر رائع
سناء بوحاميدي
09/11/2018 at 11:11 ص[3] Link to this comment
الأمر لله من قبل ومن بعد قبل العمل عندما تكون نية بعمله أو تركه وبعد العمل (أمرك لله )
ماشاء الله دكتور دائما تتحفنا بمقالاتك التي تجعلنا نسبح في أفكار ممتعة