الإعلام فن وذوق ، ومتعة للحياة ، النفوس تشتاق إليه لمعرفة أسرار الحياة .
وله دوره في نقل المعلومات والأفكار ، وتتبع الأخبار ونشرها بأمانة وإخلاص .
كان هذا هو الأصل الحقيقي للإعلام ، لذا حرصت الكثير من الدول حرصا شديدا على الإعتناء به ، ليكون إعلاما هادفا في خدمة المجتمع .
على هذا النحو سار الإعلام من مقروءة ومرئية وسمعية بغض النظرعن الإنتماء .
ومع مرور الأزمان ظهرت في أواخر القرن الماضي قناة (( الجزيرة)) التي استبشر المواطن العربي بعد اكتشافها على انها قناة عربية تقوم بنقل الخبر بشفافية ونزاهة ، بعيدة عن الانتماءات .
ولكن الأمر ليس كذلك ، فالجزيرة هي صنعة قطرية للسيطرة على المنطقة العربية من خلالها بتنفيذ أجندة أجنبية .
ولايخفى على أحد أنها في طبيعتها وأهدافها أداة في أيدي مشيخة قطر ، فسخرت قطر أموالها لتمويلها ببرامجها التي يروجها مشايخ قطر ، والمنتمون إلى حركة إخوان المسلمين .
فهي ترى عيوب غيرها ولايرى عيوب نفسها على أنها في جزيرة صغيرة تحظى بأكبر تواجد للجنود والضباط الأمريكيين الذين يصل عددهم إلى ٤٥ ألف جندي ، وهم رقم أكبر من الجيش القطري نفسه.
أما دعمها للثورات والإنقلابات ضد الشعوب من خلالها فحدث ولاحرج ، والحديث يطول ولاينتهي ، فكأنه هو الهدف الأساسي لاستحداثها .
فما يسمى بالربيع العربي كانت الجزيرة هي الأداة التي جعلها الغزاة المفسدون لأوطانهم وسيلة للتحريض والتخريب.
فمن تونس إلى مصر إلى ليبيا فتحت غرف عمليات ومراسلين كل ذلك في خدمة سياستها العدوانية عام ٢٠١١م.
والشواهد كثيرة على تنبه العالم من خطورتها والتصدي لها ، ففي المغرب ٢٩ من اكتوبر ٢٠١٠ م أغلقت المغرب مكاتب الجزيرة بعد مااتهمها بأنها انحرفت عن قواعد العمل الصحفي الجاد والمسؤول . ووصفتها أنها تمادت في قصدالإساءة للمغرب والتركيز على الجوانب السلبية فيه والمساس بوحدة التراب المغربي.
أما في مصر عند مظاهرات وأحداث يناير ٢٠١١م شنت الجزيرة حملة منظمة ضد نظام الحكم في مصر بطريقة استغلالية ، وكأنها طرف في الأحداث ، تشير إلى الجماهير أماكن حساسة للدخول فيها كالمتاحف والمستشفيات الكبيرة لزعزعة الأمن والإستقرار لذاقررت السلطات المصرية في ٣٠:يناير ٢٠١١م إغلاق مكتب الجزيرة في القاهرة ووقف إرسالها على القمر الصناعي المصري نيل سات.
وفي ٤ فبراير ٢٠١١م قناة الجزيرة حطت في الصفحة الأولى في موقعها على الإنترنت شعار (( معاً لإسقاط مصر)).
وبعد ذلك كله يأتي دور الجزيرة ضد المملكة العربية السعودية ، وهذ الأمر ليس بجديد ضد المملكة ، وإنما في الأسبوعين الماضيين ازدادت طغيانا وعتوا في محاربتها للحرمين الشريفين ، وذلك في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقنجي ، والذي اختفى في تركيا. ولا أحد يعلم مصيره إلى الآن ، فكثفت الجزيرة جهودها ، وأوقفت برامجها ، وبدأت بثا مباشرا ، بدعوة مروجي الفتنة والدعايات الكاذبة من زمرة المفسدين إضافة إلى طاقمها الإعلامي بأخبار ماأنزل الله بها من سلطان ، من أن المملكة العربية السعودية قامت بقتل جمال خاشقنجي داخل قنصليتها في تركيا انتقاما منه .
ومما يظهر نوايا الجزيرة في زرع الفتن وإيقاد نيرانها أنها لم تترك للسلطات التركية الكشف عن ملابسات القضية ، حيث أنها دولة لها أجهزتها الأمنية ، ومن حقها القيام بذلك ، ولكن الجزيرة جعلت نفسها دولة داخل دولة للإساءة بالمملكة العربية السعودية ظنا أنها ستواجه عزلة دولية أمام العالم ، ولن يتحقق ذلك ، حيث أن المسلمين في العالم يكنون لها تقديرا واحتراما للتوجه إلى بيت الله الحرام في اليوم خمس مرات .
فكيف ينسون قدسية الحرمين ويهجرونها ؟ مأوى أفئدتهم ،مهبط وحي ربهم على نبيهم عليه الصلاة والسلام.
إن كانت الجزيرة تظن أنها رابحة في تجارتها حول خاشقنجي لضرب السعودية ، فهي خاسرة أشد الخسران، لأن العالم لم يجد قناة تجرأت على ذلك العمل العدواني ضد دولة تتمتع بمكانة مرموقة ، وبقيادة حكيمة في خدمة وطن أعز الأوطان .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا.