عبرت حرم السفير الموريتاني الدكتورة/ ام كلثوم: عن سعادتها الغامرة خلال رحلة أداء مناسك العمرة حيث قالت: كتب الله لنا الذهاب للعمرة ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك وبسبب شدة ازدحام المعتمرين اضطررنا للنزول من السيارة قبل الحرم بمسافة طويلة سيراَ على الأقدام حتى وصلنا للحرم المكي الشريف، وأدينا مناسك العمرة بسعادة غامرة وعدنا الى مدينة جدة مقر اقامتنا ثم توجهنا بعد ذلك بعون الله تعالى الى المدينة المنورة برا، وبسبب الازدحام ليلة عيد الفطر المبارك لم نستطع الوصول الى الحرم النبوي الشريف فجلسنا بساحة الحرم لنقوم الليل مع القائمين ونصلي صلاة الصبح وننتظر صلاة العيد وخلال هذه الليلة المباركة شاهدنا اروع المواقف الإنسانية من أبناء الشعب السعودي الكريم من كرم الضيافة بين الناس وتعاطفهم مما أدت هذه المشاهد الجميلة إلى انبهار أولادي لما شاهدوه من تراحم ومودة بين الناس فإذا بأبنائي يقولون لي: ما أجمل السعودية وما أكرم أهلها الطيبين رأيناهم يوزعون اللبن والتمر والحلوى ويعطوننا منها ودعونا لهم بكل خير.
وفي اليوم الثالث من ايام العيد عادت عائلتي إلى مدينة الرياض وبقيت انا لزيارة الروضة الشريفة التي طالما اشتقت لزيارتها والحمد لله زرت الروضة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبيه ابا بكر وعمر رضى لله عنهما ثم قمت الليل وأديت صلاة الفجر وجلست بالحرم النبوي الشريف وأنا تغمرني السعادة والغبطة بهذه الأجواء الروحانية الجميلة التي طالما تمنيت أن أعيشها والحمد لله تحقق لي ذلك بعون الله تعالى، واستمريت وأنا أعيش هذه الأجواء الروحانية حتى أديت صلاة الضحى ثم خرجت من المسجد لأبحث عن فندقٍ لارتاح فيه ووجدت أمامي فندق الصالحية فدخلت وجلست في بهو الفندق لكي أرتاح قليلاً من التعب ثم أحجز لي غرفة، ولكنني من التعب نمت في مكاني ثم استيقظت على صوت موظف الفندق يوقظني من النوم ويخبرني أنه تم حجز غرفة لي وحين اقتربت للمحاسبة قال لي المحاسب صاحب الفندق اكرمك بغرفة مجانا فشكرته ودعوت لصاحب الفندق بأن يجزيه الله خير الجزاء ثم عدت بعد ذلك إلى مدينة الرياض بالسلامة والحمد لله . وصلت إلى منزلي واجتمعت بأسرتي وجلسنا ونحن في قمة السعادة أن أعاننا الله على أداء مناسك العمرة بكل يسر وسهولة وأخذنا نستعيد ذكرياتنا الجميلة الرائعة أثناء العمرة والزيارة وما واجهتنا من مفاجآت خيرية جميلة من فاعلي الخير وهم كثر من أبناء الشعب السعودي الكريم في مملكة الإنسانية ودعونا للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً بأن يديم الله عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار واللحمة الوطنية وأن يحفظهم الله ذخراً للإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين .