قضية شغلت الجميع وحين تذكر يتبادر إلى الذهن مارأيناه من فزع وتقاذف الناس يمنة ويسره في الشوارع هاربين من السيل الجارف قبل أن يبتلعهم ويختفون بين جنباته .
بيوت غرقا وسيارات جرفتها المياة وأحياء اختفت ولم تعد تصلح للسكنى .
وادي الليث :
الوادي هو أحد أكبر الأودية في غرب المملكة إذ يمتد على طول 165كم من الشرق للغرب وهو يحمل مياه الأمطار التي تسقط على جبال السروات , وسيوله ضخمة وجارفة وسريعة تحمل كميات هائلة من المياة .
وادي الليث بتدفق سيوله كان ولايزال يمثل تهديدا لحياة السكان وبصرف النظر عن الحوادث التي وقعت بكثرتها ومدى ما حملته من ألم إلا أنه لايزال قيد الإنشاء منذ ما يقارب الربع قرن , وقد قامت جامعة الملك عبدالعزيز قبل أكثر من ” 18 ” سنه بإعداد بحثاً عن المنطقة .
دراسة وبحث عن المنطقة ومشروع السد :
وقد اظهرت دراسة الجامعة موقعين لعمل سدود تحمي السكان من خطر السيول وتحفظ المياه الهائلة في بحيرة خلف السد, وقد تقرر إنشاء سد كبير بتكلفة تزيد على مائة مليون ريال ورسا على إحدى الشركات التي تعثرت فأعطي لشركة اخرى أنجز منه حوالى 40% وحسب ما تم وقتها فإن العمل كان بطيأً وسيستغرق إنجازه خمس سنوات أخرى اذا عمل فيه بجد , وكان من المفترض ان يكون جاهزا عام ” 1429 ” وحسب معلومات وصلتني فإن هذا السد ومياهه الهائلة قد تحل أزمة كبيرة وقتها للمياه في جدة ومكة إضافة إلى زراعة منطقة الليث التي تضيق فيها مصادر الرزق وقتها حسب ماورد بصحيفة عكاظ وقتها .
تساؤلات مر عليها زمن :
” السؤال هو أين المتابعة لإنجاز السد بأسرع وقت؟ وتعديل أسعار العمل إذا كان هذا سبب التأخير, ثم لماذا لا تقوم الجامعة بعمل دراسة اخرى عن زراعة كثيفة (ميكنة)؟ اشياء كثيرة مطلوبة.. فهل من مستجيب. “
كان هذا التساؤل قبل ما يقارب من ” 11 ” عام مضت ولا يعلم أبو السمح أن التساؤل لازال قائما إلى الآن مما أدى إلى كوارث أكبر على المنطقة بعد انكسار السد وفيضانه وغرق الكثير من القرى .
اعتمادات بناء السد :
بعد عدة شركات تناوبت على بناء السد وفي التاسع عشر من ربيع الأول عام 1439 اعتمدت وزارة البيئة والمياه والزراعة، إنشاء سد الليث بمحافظة الليث بمكة المكرمة؛ لتعزيز مصادر المياه ، وتم التعاقد مع شركة الوجية القابضة وبتكلفة ” 132 ” مليون ريال لعمل السد حيث يبلغ طوله 380 مترًا، وارتفاع 44.5 مترًا، وبسعة تخزينية قدرها 89.825.000 م3.
سيؤدي اكتمال مشروع السد دورًا رئيسيًا في توفير المياه، والمحافظة على الممتلكات، ودعم مصادر المياه الجوفية للأغراض الزراعية والمنزلية.
زيارة الفضلي لليث :
وفي السابع عشر من شهر جماد الأول عام ” 1439 ” زار وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي محافظة الليث ووضع حجر الأساس لمرفأ الصيادين الحرفيين بالليث وقام بتدشين حملة المشروع الوطني الكشفي لحماية البيئة ونظافتها، ووقف أيضًا على محطة تحلية المياه في الليث التي تنتج 6500 م3 يوميًا، إضافة إلى زيارة مواقع المنتزهات التي تنوي الوزارة الإعلان عنها في ذلك الوقت وزار موقع العين الحارة، إلى جانب ذلك شارك أهالي المحافظة في حملة التشجير ضمن مبادرة الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة مكة المكرمة بمنتزه غميقة البري، ولكن لم يقف على مشروع السد المتعثر أبدا مما أثار استياء الأهالي وقتها حيث كانوا يتطلعون من الوزير إنهاء مشكلة إتمام العمل به والذي تعاقب على إنشائه ثلاث شركات، كان آخرها شركة الوجيه ، سبقها انسحاب إحدى الشركات بسبب ما وصفته بالصعوبات الجغرافية التي أجبرتهم على الانسحاب ومغادرة الموقع وقلة المال الكافي لانجازه تاركةً خلفها الكثير من المخاطر التي تحدق بالسكان خصوصًا أوقات هطول الأمطار وجريان السيول، حيث يصب في ذلك السد الذي لم يكتمل بعد أكثر من 150 واديًا.
وقوع الكارثة :
هطلت الأمطار الغزيرة يوم الجمعة الموافق : 15 / 3 / 1440 هجرية وانهار سد الليث بسبب قوة اندفاع مياه السيول والأمطار وعدم تحمل السد الاحترازي لكميات المياه المتدفقة.
وكانت بلدية الليث قد وضعت عقوم ترابية على مدخل المحافظة، وذلك كحواجز احترازية لمنع السيول المنقولة من وادي الليث من الدخول إلى داخل المحافظة، ولكن وصلت بعض السيول للمحافظة من الجهة الشمالية لها في طريقها لبحر الليث، مما أدى إلى حدوث الكارثة وغرق بعض الأحياء.
عبدالله البصراوي وحديثة مع الأنباء العربية :
تواصلت الأنباء العربية مع الاستاذ عبدالله البصراوي اعلامي كبير وأحد أهالي الليث المتضررين من السيول وتم سؤالة عن الوضع بالليث وسبب انهيار السد ولم يتوانى في إعطائنا تفاصيل ما حدث كما ذهب مشكورا وصور ما حدث للسد وكان هذا رده :
ما حصل للمحافظة يعد كارثة فالسد يعد من اكبر السدود على مستوا المملكة يصب فيه 99 وادي .
ويعد من أكبر الأودية في المملكة العربية السعودية التي تصب مياهه في البحر الأحمر.
لم يكن هنالك أمطار ففوجئنا بسيول منقوله من الطائف مباشرة تجمعت وسد الليث جزأين جزأ ترابي والثاني الارضي خرساني وعندما تجمعت كمية المياة وقت هطول الأمطار والسيول المنقوله فتكونت قوة هائلة لم يتحمل السد هذه الكمية على الجزأ الترابي رغم وجود تنسيم على السد لتفريغ بعض الكميات المتجمعة من المياة ولكن كان الأولى تفريغ كل المياة من السد وليس فقط كميات بسيطة ولما هو معروف أن الفترة هذه فترة أمطار ولابد من خلو السد من المياة لكي لاتحدث كارثة كما حدث الجمعة وهنالك تحذيرات أيضا من قبل عن وجود أمطار وخطر السيول المنقولة وقد وضعت حلول فيما مضى اسمها الست ، وهذه أيضا ساهمت في الحقيقة في تفاقم الكارثة الطبيعية .
أيضا وضع سد أمام مدخل الليث ترابي بجهود ذاتية من قبل بلدية الليث ولكن الضغط الكبير واندفاع المياة الجارفة التي جائت لوادي الليث هي من ساهم فيما حدث .
السد انكسر في حوالي الساعة الثانية ظهرا ووصل إلى الليث في حدود السابعة مساءا حيث اصطدم بكذا حاجز ترابي ليغير مساره و توجهه للجهة الجنوبية ولكن للأسف
كان وقعه أكبر من وقت دخول السيول في عام 1413 هجرية .
الأحياء المتضررة :
” حي الكليبية ” أكثر الأحياء تضرراً والليث تضررت بالكامل باستثناء الأجزاء العلوية والمرتفعه الساحلية، حيث أن الأجزاء الساحلية والشواطئ مرتفعة نسبيا عن داخل الليث ” المدينة القديمة ” البيوت تضررت بشكل كبير وبفضل الله لم يوجد خسائر في الأرواح أو حالات فقد .
البنية التحتية انتهت والسيول لازالت والمياة تملئ الأحياء والمدارس والبيوت .
جميع الجهات الخدمية ومنهم محافظ الليث متواجدين والجميع يعملون على قدم وساق لكن الكارثة أكبر من جهود المحافظة وجهود كبيرة من والدفاع المدني وشركة الكهرباء وأمن الطرق والبلديات ولكن المشكلة أكبر بكثير .
حي الكليبية انتهى بكامله وغرق في مياة السيول ووَضْع من داخل المحافظة متضررين وخارج منازلهم وكل من له قريب أو صديق استضافه.
كما فتحت الفنادق أبوابها لأهل المنطقة وهذه لفته جميله وتكاتف من قبل الأهالي بشكل رائع .
كما حدد الأستاذ عبدالله سبب المشاكل التي حدثت فيها يلي:
السد انهار وقد استلمته شركه فرنسية ب ” 200 ” مليون وأُعطِيَتْ منها ” 100 ” مليون وهذا غير كافي ويفترض مضاعفة المبلغ لكي يعمل سد خرساني حيث يعد من السدود الكبيرة وواجهت الشركة إشكالية أيضا في التربه وحين لم يعزز البند بالمبلغ كامل للسد سحبت الشركة معداتها وعمالها وحذرت وقتها ان الحاجز الترابي لا يستطيع حجز المياة المنقوله أو تحمل كميات كبيره من المياة وبحكم انه بمنطقة منخفظة جدا من ارتفاعات الطائف إلى انخفاظ سواحل الليث والحواجز الترابية، أيضا ساهمت في تجميع المياة واندفاعها دفعة واحدة والتصريف لم يعط نتيجة جيدة وانهار السد بالكامل وضاعت كل الملايين في سيول يوم الجمعة للأسف ولم يبق إلا الأطلال.
وزاد من ذلك مشكله من ضمن المشاكل ” رفض إحدى الجهات المسؤولة ” بخطاب رسمي فتح السد .
متحدث وزارة البيئة والمياة والزراعة :
ومن التناقض ما ذكره وكشف عنه المتحدث الرسمي لوزارة البیئة والمیاه والزراعة الدكتور عبد الله بن مساعد أبا الخیل على مقاطع الفیديو المتداولة، والتي زعمت انهيار سد الليث على إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة.
وأكد أبا الخیل، عبر الحساب الرسمي للبيئة، أن ما أشيع بشأن انهيار سد الليث لا أساس له من الصحة، موضحاً أن السد لا يزال تحت التنفیذ ولا توجد أي معوقات له.
وأضاف أن ما يتم تداوله من أخبار وصور بشأن انهيار سد الليث ، ھي لحاجز الحماية الترابي المؤقت المعمول لحماية مكان تنفیذ السد الرئیسي.
وتابع أن ارتفاع الحاجز يبلغ ٢٠ متراً، ويعمل على توجیه المیاه إلى النفق الذي يبلغ قطره ٦ أمتار في الجبل المجاور، كما أكد أن جمیع الأعمال الإنشائیة سلیمة تماماً، ولا يوجد ما يدعو للقلق، وأرفق مقطع فیديو لجريان المیاه في النفق بشكل طبیعي.
تواصل الأنباء العربية مع متحدث الدفاع المدني :
تواصلنا مع متحدث الدفاع المدني المقدم محمد القرني و بالاستفسار منه عن ما حدث للسد والمنطقة أجاب مشكورا :
السد الاحترازي(( الترابي )) لوادي الليث الخاص بحماية موقع إنشاء السد الخرساني انكسر جزء منه وبالتالي اندفعت المياه المطرية المخزنة به باتجاه الوادي ومحافظة الليث ولأهمية الموقف جاري متابعة تطور مسيل وجريان السيل حماية للمحافظة .
وأردف أن السد يبعد عن المحافظة ٨٠ كم
كما قال : تعامل مدني الليث خلال الحالة المطرية من يوم الجمعة إلى صباح الأحد مع ٨٩ بلاغ
٦٩ شخص تم إنقاذهم
وعدد ٢٣ مركبة
و ٨ عائلات تم إيوائهم وعددهم ٤٥ شخص .
وبسؤاله عن ما انتشر حول المنطقة من انها من ضمن المناطق المنكوبة أجاب بأنها بفضل الله ليست من المناطق المنكوبة .
أخيرا :
وفق تصور عن ماحدث : الجهات جميعا عملت مشكورة وتعاملت مع الكارثة بكل أمانة وبجهود جبارة .
ولكن .. ولنضع تحتها عدة خطوط !
من المسؤول عن هذه السنين الطويلة والتي قاربت على الربع قرن من انتظار اكتمال السد ؟
أين ذهبت الميزانيات المعتمدة لبناء هذا السد العملاق الذي تعاقبت عليه شركة تلو الشركة ولم يتم التنفيذ ؟
هل سيتم اكتمال المشروع بشكل جدي بعد هذه الكارثة ؟
انتظرونا في الجزأ الثاني المعلومات جديدة إن شاء الله بعد اجتماع اللجان المعنية